الشَّرَى Urticaria أسبابه وأعراضه وعلاجه

الشَّرَى Urticaria هو تفاعُل تحسُّسي يُصيب الجلد. وهو يتسبّبُ تَحاديب جلديّة حمراءً وهي تورُّمات مرتفعة وحمراء وحاكَّة أحياناً، تحدث عادةً بسبب تفاعل تحسُّسي تجاه دَواء أو طعام ما. يتسبّب التفاعل التحسُّسي بإطلاق الجسم موادّ كيميائيّة يمكنها أن تجعلَ الجلد يتورّم ليعطي الشّرَى.

يكون احتمال اصابة من عندهم تحسُّسيات أخرى بالشَّرى أكبر. 

الشّرَى Urticaria شائع جداً. وهو يزول عادةً بشكلٍ تلقائي، غير أنّه في حال الإصابة بحالة شَديدة، فقد يحتاج المريض لأدوية أو حُقنة. قد يتسبّب التفاعل التحسُّسي في حالات نادرة بتورُّم خَطير في المَسلك الهوائي، ممَّا يجعلُ التنفّس صَعباً. وهذه حالة طوارئ طبية تستلزم العلاج فورا".

 

الشرى والوذمة والوعائية:

الشّرى هي تحاديب حمراء وحاكّة أحياناً على الجلد. والوَذمَة الوعائيّة تشبه الشَّرى، غيرَ أنّ التحاديب تكون أكبر. وهي تتشكّل في طبقة أعمق من الجلد. الوَذمَة الوعائيّة أقلّ شُيوعاً من الشَّرَى.

يحدثُ الشَّرَى والوَذمَة الوعائيّة عادةً بسبب تَفاعل تحسُّسي، ويرجعُ عادةً لدواء أو طعام. التَّفاعُل التحسُّسي هو ما يحدثُ عندما يتحسّسُ الجسم لمادّة مُعيّنة، أو مُحسّس. وهو يرجعُ لردة فعل الجهاز المناعي للمادّة.

في حالة الحساسية، يفرط الجهاز المناعي بردة فعله؛ فهو يتعاملُ مع المادّة كما لو أنها مُؤذية عندما لا تكون كذلك حقيقةً.

الشَّرَى والوَذمَة الوعائيّة الحاصلان بسبب تفاعُل تحسُّسي شائعان جداً، وهما يزولان عادةً تلقائياً. لكنَّه من المُهمّ تجنّب العامل المسبِّب للتحسُّس الذي يتسبّب بالتفاعُل، وإلا فإنّ التّفاعُل سيكون أشدّ في المرّة القادمَة.

الشّرى هو أكثر طفح جلدي يطلب الناس من أجله الرعاية الطبية الطارئة.

واحد من كلّ خمسة أشخاص سوفَ يُصاب بالشّرى في وقتٍ ما من حياته

 

أعراض الشرى:

الشَّرَى هو تحدبات أو بروزات مُرتفعة قليلاً وملساء وذات قمة مُسطّحَة. وتكون ذات لون أحمر أو أبيَض، ويمكن أن تتسبّب بحكّة شَديدَة.

وقد تبدو أحياناً شبيهةً بلدغ البعوض. وقد يتراوح حَجمُ التحدبات من بُقَع صَغيرة إلى لُطخ كبيرة.

وتظهرُ التحدبات وتختفي بالتوازي مع سَير التفاعُل. قد يكونُ الشَّرى حاداً أو مُزمناً.

 ويستمرّ الشّرى الحادّ ما بين أقلّ من يوم واحد إلى ما يصل لستة أسابيع. بينما يستمرّ الشّرَى المُزمن لأكثر من ستة أسابيع. وهو قد يستمرّ لأشهر أو سنوات.

 تتسبّب الوَذمَة الوعائيّة بتورّم شديد، قربَ العينين والفم عادةً. وقد يحدُث التورُّم كذلك في الحلق أو داخله. وهذا أمرٌ خطيرٌ لأنها قد تسدّ ممرّ الهواء باتجاه الرئتين. كما قد تحدثُ الوَذمَة الوعائيّة على:

·    اليدين أو القدمين.

·    الأعضاء التناسُليّة.

·    داخل الأمعاء.

الوَذمَة الوعائيّة الوراثيّة هي حالة نادرَة تكونُ مَوروثة. وهي قد تتسبّب بنوبات تورّم مُفاجئة شَديدَة تنتشرُ بسرعَة لكامل الجسم. وقد تتسبّب أيضاً بتورّم أعضاء داخل الجسم. قد يحدثُ الشَّرَى والوَذمَة الوعائيّة في الوقت نفسه، لكن ذلكَ نادر الحدوث.

 قد يمثّلُ الشّرى عَرضاً للصّدمة التأقيّة. والصَّدمَة التأقيّة هي تفاعل تحسُّسي شَديد يصيبُ القلب والرئتين. وهو يتسبّب بتضيّق الأنابيب القصبيّة، ممَّا يجعلُ التنفّس صَعباً. كما أنها قد تتسبّب بانخفاض ضَغط الدم، وهي حالة طبيّة طارئة.

 

أسباب الشرى:

يحدثُ الشَّرَى والوَذمَة الوعائيّة بسبب مُثيرات تتسبّب بتفاعل جلدي أو نسيجي. تُحرّضُ المُثيرات كريات دم بيضاء مُحدّدة. وتُعرف تلكَ الكُريات باسم الخلايا البدينَة.

 تُطلقُ الخلايا البدينة الهيستامين وموادّ كيميائيّة أخرى إلى مَجرى الدم عندَ تحريضها. وتؤثّرُ تلك المواد الكيميائيّة على الأنسجة في الجسم وتتسبّب بأعراض تحسُّسية، مثل الشّرَى.

التفاعُلات التحسُّسية هي أحد المثيرات الشائعة لحدوث الشرى والوذمة الوعائيّة الحادّين. والمُحسُّسات (العوامل المسبِّبة للتحسُّس) الشائعة هي:

·    الطعام.

·    الأدوية.

·    حُبوب الطّلع.

·    وبر الحيوانات.

·    اللاتكس.

·    لسعات الحَشرات.

يمكنُ للكثير من الأطعمة أن تثير التفاعلات عندَ الناس. وكلّ من المحار والأسماك والفول السوداني والمكسرات والبيض والحليب هي مُثيرات شائعة.

يمكن لأي دواء تَقريباً أن يتسبّب بالشرى أو الوَذمة الوعائيّة. والأدوية المتهمة عادةً هي:

·    الأسبيرين.

·    أدوية ضغط الدم.

·    الإيبوبروفين.

·    النابروكسين.

·    البنسلين.

يمكنُ لعوامِل بيئيّة أن تَتسبّب بإطلاق الهيستامين في الجسم. ومن الأمثلة عليها الحرّ والبرد وضوء الشمس والماء. كما قد يتسبّب الضّغط على الجلد والشدَّة العاطفيّة والتمارين الرياضية بتحرُّر الهيستامين. يحدث الشَّرَى والوَذمَة الوعائيّة أحياناً استجابةً لما يلي:

·    نقل الدم.

·    اضطرابات الجهاز المناعي كما في الذئبة.

·    بعض أنواع السّرطان مثل اللمفومة.

·    اضطرابات الغدّة الدرقيّة.

كما قد يحدثان بسبب عدوى بجراثيم أو فيروسات. ومن الأسباب أيضاً التهاب الكبد أو فيروس العوز المناعي البشري أو الفيروس المُضخّم للخلايا أو فيروس إيبشتاين-بار.

لا يمكنُ في بعض الأحيان تحديدُ سبب الشَّرَى والوَذمَة الوعائيّة. ويكونُ ذلك صحيحاً بشكلٍ خاصّ عندما تُصبحُ تلك الحالات مُزمنة.

 

تشخيص الشرى:

سوف يفحصُ الطبيب التحدبات أو مناطق التورّم عندَ المريض، إن كانت لا تزال موجودة. كما سيسأله أسئلة عن تاريخه الطبي كي يُحدّد السبب المُحتمل.

 قد تُركّز أسئلة الطبيب على عوامل يُعرَفُ ارتباطها بالشَّرَى والوَذمَة الوعائيّة. وقد تكونُ المُثيرات أطعمة مُعيّنة أو المثيرات الفيزيائيّة أو الأدوية.

يجب إخبار الطبيب عن جميع الأدوية المُتناولة. كما ينبغي إخباره بالأدوية والمُكملات الغذائية التي تُصرف دون وصفة طبية، حتى في حال عَدم أخذها كلّ يوم.

وقد يطلب الطبيب من المريض الاحتفاظ بيوميات تفصيلية كي يحدد سبب أعراضه. وهي قد تتضمّن مَعلومات عن وقت حدوث الأعراض، وما الذي كان يفعله قبل ظهورها. قد يكونُ هُناك ضرورة للمزيد من الفُحوص لتشخيص سبب الشَّرَى والوَذمَة الوعائيّة. وقد يوصي مُقدّم الرعاية الصحيّة بتجربة الفحوص التحسُّسية كي يُحدّد العامل المحسِّس المُسبّب للأعراض. كما أنه قد يطلب فُحوصاً دمويّة.

 

علاج الشَّرَى:

لا يكون الشَّرَى والوَذمَة الوعائيّة مُؤذيين في مُعظم الحالات. وهما لا يُخلّفان عادةً أية علامات دائمة، حتى دون علاج.

قد لا يحتاج المريض إلى علاج إن كانت الأعراض خفيفة. وتشفى الكثير من حالات الشَّرَى والوَذمَة الوعائيّة عفوياً، غير أنّ هُناك بعض العلاجات التي يمكن استخدامها في المنزل للمساعدة على تسكين الأعراض.

يمكن أن يُجرِّب الشخصُ تحديدَ الموادّ التي تُهيّج الجلد أو التي تتسبّب بتفاعل تحسُّسي وتجنُبها. وتلك قد تتضمّن الأطعمة والأدوية وحبوب الطلع ووبر الحيوانات الأليفة واللاتكس ولسعات الحشرات.

يمكن لتغطية المنطقة المُصابة بكمادة وعصابة وضمادة باردة ورطبة أن يُساعدَ على تهدئة الجلد والوقاية من الحكّ. كما يُمكن لأخذ حمام بارد بشكلٍ مُريح أن يخفّف الحكة أيضاً.

كما يمكن إضافة صودا الخبز أو دقيق الشوفان غير المَطبوخ أو دقيق الشوفان الغرواني إلى ماء الحمام.

يجب ارتداءُ ملابس قطنية فضفاضة وذات نسيج ناعم. كما ينبغي تجنّب الملابس الخشنة أو الضيقة أو الحاكة أو المَصنوعة من الصوف. وهذا سوف يُساعد على تجنّب التهيّج.

يجب تفادي المُثيرات لتخفيض احتمال الإصابة بالشّرى أو الوَذمة الوعائيّة. وهي تتضمّن أطعمة أو أدوية أو ظروف مُعيّنة سبَق لها وأن أثارت في السابق هجمات تحسُّسية. في حال الاعتقاد أنَّ الأطعمة هي سبب المُشكلة، فيمكن الاحتفاظ بيوميات الطعام. ويجب الانتباه إلى أنّ بعض الأطعمَة قد تحوي مُكوّنات توضع بأسماء أقلّ شُيوعاً على لُصاقة المحتويات.

إذا كان المريض مُصاباً بحكّة شَديدة أو بانزعاج شَديد أو بأعراض مُستمرّة، فقد يحتاجُ لعلاج طبي. والعلاج الأكثر شُيوعاً هو الأدوية المُضادّة للهيستامين. تقلّل الأدوية المُضادّة للهيستامين الحكّة والتورّم والأعراض الأخرى الناجمة عن إطلاق الهيستامين. وهي تتوفَّر دون وصفة طبية أو بموجب وصفة.

قد تتسبّب بعض مُضادات الهيستامين بالنعاس. كما أنَّها قد تقلل زمن الاستجابة عند الشخص. وهذا قد يتسبّب بمشاكل عند قيادة المركبات أو أداء مهام جسمية أو ذهنية كثيرة المتطلبات. ويمكن التحدّث مع الطبيب حول تلك الآثار الجانبية.

قد يصف الطبيب في علاج الشّرى أو الوذمة الوعائية الشديدين دواء كورتيكوستيرويدي فموي. تُساعدُ الكورتيكوستيرويدات على تخفيف التورُّم والاحمرار والحكّة. لا تكون مُضادّات الهيستامين والأدوية الكورتيكوستيرويدية الفموية فعالة في علاج الوذمة الوعائيّة الوراثية في غالب الأحيان.

وتتضمّن الأدوية المُستخدمة لعلاج الوذمَة الوعائية الوراثية لمدة طويلة أندروجينات مُعيّنة. وتُساعدُ تلك الأدوية على تنظيم مستوى بروتينات الدم.

ويجب مُراجعة الطبيب في حال:

·    لم يستجب الشرى أو الوَذمة الوعائية إلى العلاجات المنزليّة.

·    كان عند المريض انزعاج شَديد.

·    استمرّت الأعراض لأكثر من بضعة أيام.

قد تكون الوَذمة الوعائية الشديدة مُهددة للحياة؛ فتورُّم الحلق واللسان قد يتسبّب بسدّ المسلك الهوائي. ويجب الاتصال بعناية الطوارئ في حال:

·    الشُّعور بدوخَة.

·    الإصابة بضيق صدر شَديد أو بمشاكل في التنفّس.

·    الشعور بتورّم الحلق.

قد يحتاجُ المريضُ في نوبات الشَّرَى أو الوَذمة الوعائية الشّديدين لأن يذهَب لغرفة الطوارئ؛ فهناك يُمكنُ إعطاؤه حُقنة أدرينالين إسعافيّة، تُعرف باسم الأبينفرين. في حال إصابة المريض بنوبة شَديدة، أو إذا عاودت النوبات الظهور رغم العلاج، فقد يصف الطبيب الأبينفرين له. ويستطيعُ المريض حمله معه للاستخدام في حالات الطوارئ. وسوف يُخبره الطبيب كيف يستخدمه.

أقرأ أيضا": الصَّدفيّة Psoriasis