المتابعون

ألمُ العَصَب الوَركي (عرق النِّسا ) Sciatica

ألمُ العَصَب الوَركي (عرق النِّسا ) Sciatica




حالةٌ شائعة جداً غالبا ما يصيب الاشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30-50 عاماً.على الرغم من أن الأعراض الأولى للمرض قد تظهر في سنوات  20 من العمر.

 ألم العصب الوركي هو الاسم الذي يُطلق على أي نوع من الألم الذي يسببه تَهيّج أو ضغط على العصب الوركي.

ويتجلى  بالألم في أسفل الظهر. ألم يميل إلى الزيادة ، مما يؤثر على مناطق واسعة من  الظهر والساقين.

 

 العَصَب الوَركي:

 وهو عَصَبٌ كبير ينزل من أسفل الظهر إلى كلِّ رِجل، ويسيطرعلى العضلات الموجودة خلف الرُّكبَة وفي السَّاق، كما أنَّه يعَصِّب حِسِّياً المنطقةَ الخلفية من الفَخِذ وجزءاً من السَّاق وباطِن القدم.

 يشعر مريضُ ألم العَصَب الوَركي بالألم والضَّعف والتَّنميل أو الوَخز. ومن الممكن أن يبدأَ ذلك في أسفل الظهر، ثمَّ يمتد إلى الرِجل وبطَّة السَّاق (الربلة) والقدم أو حتَّى أصابع القدمين. ويكون ذلك في جانب واحد من الجسم عادة.

 ويبدو أن المصطلح الألم الوركي أو عرق النسا هذا لم يتغير مفهومه حديثا عما عرفه القدماء، فقد عرفه الكحال (650 ميلادي) (بأنه وجع يبتدئ من مفصل الورك وينزل من خلف الفخذ وربما امتد على الكعب وكلما طالت مدته زاد نزوله وينتهي إلى آخر القدم من وراء الكعب من الجانب الوحشي فيما بين عظم الساق والوتر).

 

التشريح:

يحمي العمودُ الفقري النُّخاعَ الشَّوكي والأعصاب التي تذهب إلى كلِّ أنحاء الجسم.

وتتَّصل فقراتُ العمود الفقري فيما بينها بسطوح مفصلية. هناك أقراصٌ ليِّنة تفصل ما بين الفقرات. وتسمح هذه الأقراصُ للعمود الفقري بالانحناء والالتواء.

تقوم الأقراصُ بدور وسائد بين الفقرات، وتمتصُّ الصدمات والاهتزاز الناجم عن المشي أو الجري.

تتفرَّع الأعصابُ من النُّخاع الشوكي إلى مختلف الأعضاء والعضلات، بما في ذلك عضلاتُ الذراعين والسَّاقين.

وتقوم الأعصابُ بنقل التعليمات من الدماغ إلى العضلات، والأعضاء، والأطراف.

حين يعطي الدماغُ أمراً لأجزاء الجسم بالحركة أو بأيِّ شيء آخر، فإنَّ الأعصابَ هي التي تحمل هذا الأمر.

كما تقوم الأعصابُ أيضاً بنقل الأحاسيس (كالألم مثلاً) من مختلف أنحاء الجسم إلى الدماغ.

 تتجمَّع أعصابٌ كثيرة في الجزء السُّفلي من النُّخاع الشوكي، وتشكِّل العَصَبَ الوَركي الذي يمرُّ عبر الحوض والردفين نُزولاً إلى الجزء الخلفي من كلِّ ساق.

يُسيطر العَصَبُ الوَركي على العضلات الواقعة خلفَ الرُّكبَة والسَّاق، وينقل الأحاسيسَ إلى معظم اجزاء الرجل .

 

أسباب ألم العصب الوركي:

ينجم ألمُ العَصَب الوَركي عن مشكلة في العَصَب الوَركي نفسه. ولكنَّ المشكلةَ تكمن غالباً في أحد أعصاب الجزء السفلي من النخاع الشوكي، أي الأعصاب التي تشكِّل العَصَبَ الوَركي.

وهناك حالاتٌ كثيرة يمكن أن تُسبِّب تهيُّجَ العَصَب الوَركي والتهابه. يمكن أن ينجمَ ألمُ العَصَب الوَركي نتيجة:

·  قرص مُنفَتِق، وهو يُسمَّى أيضاً القرص المنزلق أو المُمزَّق. وتكثر هذه الحالة في مرحلة الشباب. ونقول عن القرص إنَّه مُنفَتِق عندما ينتأ جزءٌ من مركز القرص، أو مركز القرص بأكمله، إلى المحيط الخارجي للقرص.

عند ذلك، يمكن أن يضغطَ القرصُ الناتئ على أحد أعصاب أسفل النُّخاع الشوكي التي تشكِّل باجتماعها العَصَبَ الوَركي. وينجم عن هذه الحالة ألمٌ وخَدَر وتنميل أو ضعف في السَّاق.

·  التَّضيُّقُ الشَّوكي هو تضيق القناة الشَّوكيَّة. وهو يسبِّب ضغطاً على أعصاب أسفل النخاع الشوكي. وهذا الضغط يسبِّب ألمَ العَصَب الوَركي.

·    مُتلازمةُ الكُمَّثرى هي مرضٌ نادر يحدث عندما تضغط العضلةُ الكُمثرية على العَصَب الوَركي أو تقوم بتهييجه. والعضلةُ الكمَّثرية هي عضلة ضيِّقة في الأليتين أو الردفين.

·      يمكن لإصابة الحوض أو العَصَب الوَركي أن تسبِّب ألمَ العَصَب الوَركي.

·     الأورامُ التي تنمو قربَ العَصَب الوَركي يمكن أن تضغطَ على العَصَب، وتسبِّب الألم. كما يمكن أن ينجمَ ألمُ العَصَب الوَركي عن تلف العَصَب بفعل التقدُّم في السن.

·     حدوث خشونة بالفقرات، تؤدي لظهور زوائد عظمية على مدى سنوات العمر، تضغط على الأعصاب وتسبب عرق النسا. تظهر عند كبار السن وتكون أعراض ظهور المرض أقل حدة وتظهر ببطء، تزداد عند الوقوف أو المشي وتختفي عند الجلوس.

·    قد يكون السبب وراثي ينتج عنه ضعف في غضروف الفقرات القطنية مما يؤدي إلى سرعة حدوث الانزلاق الغضروفي.

·    وقد تكون كثرة الجلوس نتيجة لطبيعة العمل مثلا أو الإنحناء لفترات طويلة هي السبب لظهور المرض.

وفي حالات كثيرة، لا نستطيع معرفةَ سبب ألم العَصَب الوَركي.

 

أعراض ألم العصب الوركي:

 هي الألم والضعف والتنميل أو الشعور بالوخز.

يمكن أن يبدأَ ألمُ العَصَب الوَركي في أسفل الظهر، ثمَّ ينزل إلى السَّاق وبطة السَّاق والقدم وحتَّى أصابع القدم.

يكون الألمُ في جانب واحد من الجسم عادة. لكن من الممكن أن يظهرَ في الجانبين معاً، ولاسيَّما إذا كان السببُ هو تضيُّق القناة الشَّوكيَّة.

يمكن أن يبدأ ألمُ العَصَب الوَركي على نحو مفاجئ، ولكنَّه غالباً ما يكون متدرِّجاً. وقد يستمرُّ عدَّةَ اسابيع.

 كما يمكن أن يشعرَ المريضُ بتشنُّج عضلي مؤلم، أو حتَّى بحسٍّ حارق أو شعور بالوخز. وقد يشعر المريض بالألم في منطقة، وبالخَدر في منطقة أخرى.

هناك بعضُ الأعمال التي تزيد من شدَّة ألم العَصَب الوَركي، وهي تتوقَّف على سبب هذا الألم.

ومن الممكن أن يزدادَ الألمُ بفعل الوقوف أو الجلوس، كما قد يزداد أيضاً بفعل السُّعال أو الضحك. وفي بعض الأحيان، يزداد الألم في الليل.

وإذا كان الإنزلاق الغضروفي شديد فإنه يؤثر على الفقرات العصبية وقد يؤدي إلى حدوث مشاكل وعدم تحكم في التبول والتبرز.

 

متى عليك مراجعة طبيبك:

 يجد معظم الناس أنّ آلامهم الوركيّة تنتهي بشكل طبيعي في غضون بضعة أيام أو أسابيع. ومع ذلك، راجع طبيبك إذا:

 •     كنت تواجه أي أعراض أخرى جنباً إلى جنب مع ألم في ظهرك وساقك، مثل فقدان الوزن أو فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة.

 •     واجهتَ بشكل متزايد المزيد من الألم وعدم الراحة.

 •     كان الألم شديد جداً لإدارته مع تدابير المساعدة الذاتية.

 في هذه الحالات، يجب أن يتحقّق طبيبك مما إذا كانت هناك مشكلة أكثر خطورة تسبِّب الألم.

 

تشخيص ألم العصب الوركي:

يسأل الطبيبُ عن الأعراض، كما يعتمد على الفحص الفيزيائي للتحرِّي عن علامات الضعف والألم.

من الممكن أن يطلبَ الطبيبُ إجراءَ بعض الفحوص المختبريَّة لاستبعاد أمراض أخرى، وهذه الفحوصُ هي اختباراتٌ دموية وتصوير بالأشعَّة السينية وبالرنين المغناطيسي أو غيرها من اختبارات التصوير.

 لا يحتاج الأمرُ إلى اختبارات أخرى ما لم يكن الألمُ شديداً، أو مستمراً زمناً طويلاً.

 

المعالجة:

يتحسَّن ألمُ العَصَب الوَركي مع الوقت ومن غير معالجة في بعض الحالات. لكن هناك سُبُل متعدِّدة للسيطرة على الألم.

تهدف معالجةُ ألم العَصَب الوَركي إلى الحدِّ من تهيُّج والتهاب العَصَب الوَركي.

    العلاج المنزلي:

·         الزنجبيل: يساهم الزنجبيل بشكل كبير على الحد من ألم الأعصاب ولذلك فهو يعتبر علاج جيد لمرض عرق النسا، ويمكن استخدامه عن طريق خلط ملعقتين من الزنجبيل مع ملعقة صغيرة عصير ليمون و3 ملاعق من زيت السمسم يخلطا جيدا ويتم تدليك المنطقة المصابة به مرتين يومياً.

·       نبات الصفصاف: تحتوي قشور هذا النبات على مادة تسمى الساليسين وهي مادة لها القدرة على علاج عرق النسا. ويمكن استخدامه عن طريق أخذ ملعقة من اللحاء وتضاف إلى كوب ماء مغلى وتترك لمدة 15 دقيقة ثم تصفى وتشرب مرتين يوميا

·      الإكثار من شرب الماء: يجب أن يتم المحافظة على الجسم رطباً حتى تتمكن من الحد من الالتهاب وتغذية الأعصاب، ومن أهم ما يساعد على ترطيب الجسم: العرقسوس حيث أنه يعمل على تخفيف الألم والتورم، والليمون حيث أنه يساعد على إحداث توازن بالجهاز العصبي.

·   التنفس بعمق: حيث أن النفس العميق يساعد في الحصول على كمية أكبر من الأكسجين ليصل إلى كل خلية بالجسم والذي يساعدك على التقليل من حدة المرض دون أن تحتاج إلى حركة.

·       التمارين الرياضية: حيث أن هناك بعض الرياضات التي تساعد على تخفيف ألم عرق النسا والحد منه أكثر من النوم، فالمريض يمكنه أن ينام أول يومين أو ثلاثة من الإصابة بالمرض ولكن كثرة النوم بعد ذلك قد تؤدي إلى حدوث مشاكل أكبر ولذا يجب الحرص على أداء هذه التمارين وممارسة رياضة السباحة والمشي

·         الراحة وعدم بذل مجهود والنوم على سرير خشبي

·      الكمادات الساخنة والثلج: حيث أن الكمادات الساخنة أو الباردة تساعد على التخفيف من حدة الألم حيث يتم وضعها على مكان الآلام لمدة 20 دقيقة ثم تكرر كل ساعتين

·       تناول المسكنات التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية.

 يمكن أن يوصي الطبيبُ أيضاً بعلاجات أخرى إذا لم تنفع العلاجاتُ المنزلية؛ وذلك من قبيل إعطاء حقن حول العَصَب للحدِّ من الالتهاب.

 كما يمكن أن يصفَ بعضَ الأدوية والعقاقير الطبية المسكنة والمراهم ليساعد على تخفيف الألم خصوصاً الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الايبوبروفين أو مثبطات COX-2.

 

   العلاج النفسي:

أثبتت الدراسات أن معظم المرضى يشفون دون أي تدخل علاجي ولكن هذا يرجع إلى العامل النفسي، وقد أثبتت بعض الدراسات التي أجريت على بعض المصابين بالمرض عن طريق إعطائهم دواء وتم إيهامهم أنه لعلاج المرض وقد تم شفائهم تماما من المرض دون أي تدخل علاجي.

المعالجةُ الفيزيائية:

 وتعدُّ خياراً آخر لمعالجة ألم العَصَب الوَركي. يمكن أن يقومَ طبيبُ المعالجة الفيزيائية بتعليم المريض تماريناً تساعدُه في التغلُّب على ألم العَصَب الوَركي.

يتحسَّن ثمانون إلى تسعون بالمائة من مرضى ألم العَصَب الوَركي من غير جراحة، ولكنَّ اللجوءَ إلى الجراحة يظلُّ ممكناً إذا كان الألمُ شديداً ولم تنفع معه العلاجاتُ الأخرى.

 

الوقاية من ألم العصب الوركي:

هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتّخاذها لتقليل المخاطر الخاصة بك من انزلاق غضروفي أو إصابة في الظهر التي يمكن أن تؤدي إلى ألم العصب الوركي. يشمل هذا:

        تحسين التموضع وتقنيات الرّفع في العمل.

        التّمدّد قبل وبعد ممارسة الرياضة.

    ممارسة تمارين رياضية منتظمة وبسيطة لتحسين المرونة.

       إذا كان عملك يتطلب منك الجلوس لفترات طويلة فيجب أن تحرص على أخذ 5 أو 10 دقائق راحة كل ساعتين على الأقل لتمارس فيهم التمارين الرياضية أو المشي.

    يجب أن تنتبه دائماً لأي ألم بالظهر خصوصاً في أسفل الظهر وأن تعمل على علاجه بأسرع وقت.

  إذا كان هناك تاريخ وراثي للمرض بالعائلة فيجب أن تتابع مع طبيب مختص حتى تتجنب الإصابة بالمرض قبل أن تصاب به.

 To read the article in English

Sciatica

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فوائد زيت اللوز الحلو

حبُّ الشباب (العُدّ) Acne Vulgaris

الشَّقيقَةُ Migraine أسبابها وأعراضها وعلاجها

فوائد زيت حبة البركة Black Seed Oil

أكثر أمراض الشتاء انتشارا" (الزكام Cold)

التهاب الزّائِدة appendicitis

الصَّدفيّة Psoriasis