المتابعون

الشَّقيقَةُ Migraine أسبابها وأعراضها وعلاجها





 مرض واسع الانتشار وله طابع عائلي وراثي. يختلف عن كل آلام الأنواع الأخرى من الصداع. ويصيب هذا النوع جزءا واحدا من الرأس أي بشكل نصفي.

ويعاني منه خمس وعشرون بالمئة من النساء وثمان بالمئة من الرجال طوال حياتهم.

والمرأة أكثر عرضة لنوباته ولاسيما في مرحلة الاياس (سن اليأس) لتغير معدلات الهورمونات الأنثوية لديها.

يسبق حدوثها في ثلث الحالات نوبات متمثلة في تخيلات بصرية وصوتية وشمية غير موجودة.

مقدمة:

إن الإصابة بالصداع أمر مألوف تماماً، فالصداع من أكثر الشكاوى الصحية انتشاراً. إن الشقيقة نوع محدد من الصداع. فليس كل صداع هو صداع الشقيقة.

تشكّلُ الشَّقيقَةُ نوعاً مؤلماً جداً من الصداع النصفي، وغالباً ما يصفُ المصابون بالشَّقيقَة الألمَ كنبضٍ أو كخفقٍ في منطقة واحدة من الرأس، ويكونُ المصابون خلالَ نوبة الشَّقيقَة حساسين جداً للضوء والصوت، كما قد يصابون بالغثيان والإقياء.

و الشَّقيقَةُ منتشرةٌ أكثر بثلاثة أضعافٍ عند النساءِ منها عند الرجال.

 يستطيعُ البعضُ أن يعرفوا الوقتَ الذي سيصابون فيه بالشَّقيقَة لأنهم يرَون وميضَ الضوء أو خطوطاً متعرجة أو حتى الفقدان المؤقت للقدرة على الرؤية.

هناك أربعة مراحل ممكنة لنوبة الصداع النصفي، ولكن قد لا تحدث كل هذه المراحل بالضرورة:

1.  البادرة، التي تحدث قبل الصداع بساعات أو أيام

2.  أورة، التي تسبق الصداع مباشرة

3.  مرحلة الألم، والتي تعرف أيضا باسم مرحلة الصداع

4.  ومرحلة النهاية، وهي التأثيرات التي يشعر بها المصاب عقب انتهاء نوبة الصداع النصفي



قد تحفّزُ الكثيرُ من الأشياء الشَّقيقَةَ، وتتضمنُ هذه الأسبابُ:

• القلق

• الشدّة النفسية

• قلّة النوم والغذاء

• التعرض للضوء

• تغيرات هرمونية (عند النساء)

اعتادَ الأطباءُ على الاعتقاد أن الشَّقيقَةَ مرتبطةٌ بتوسعِ وبتضيّقِ الأوعية الدموية الموجودة في الرأس، أما الآن فيعتقدون أن السببَ مرتبطٌ بالمورّثات التي تتحكمُ بنشاط بعض خلايا الدّماغ،

وتستطيعُ الأدويةُ منعَ هجمات الشَّقيقَة أو تساعدُ على تخفيف أعراضِها عند وقوعِها، وقد تساعدُ علاجاتُ تخفيفِ الشدّة النفسية عندَ بعض الناس على تخفيف أعراض الشَّقيقَة أيضاً.


يؤثر الصداع النصفي على أكثر من 10٪ من الناس في جميع أنحاء العالم.

 في الولايات المتحدة، يصاب حوالي 6٪ من الرجال و 18٪ من النساء بالصداع النصفي في سنة معينة، مع إمكانية الإصابة به مدى الحياة لدى حوالي 18٪ و 43٪ على التوالي.

 في أوروبا، يصيب الصداع النصفي 12-28٪ من الناس في مرحلة ما من حياتهم مع إمكانية إصابة حوالي 6-15٪ من الرجال البالغين و 14-35٪ من النساء البالغات مرة واحدة سنويا على الأقل.

 تنخفض معدّلات الإصابة بالصداع النصفي قليلا في آسيا وأفريقيا عما هي عليه في البلدان الغربية. يحدث الصداع النصفي المزمن لدى حوالي 1.4 إلى 2.2٪ من السكان

تختلف هذه الأرقام بشكل كبير مع التقدم في السن:

تبدأ أكثر حالات الصداع النصفي ما بين 15 و 24 سنة من العمر وتحدث أكثر حالاته تواترا في الفترة العمرية الممتدة بين 35 إلى 45 سنة من العمر في الأطفال، حوالي 1.7٪ من الذين تبلغ أعمارهم 7 سنوات و. 3.9٪ من الذين يتراوح عمرهم بين 7 و 15 سنة يصابون بالصداع النصفي،

مع كون الإصابة أكثر شيوعا بقليل بين الأولاد قبل البلوغ وخلال فترة المراهقة يصبح الصداع النصفي أكثر شيوعا بين الإناث ويستمر كذلك لبقية العمر، بحيث يصيب الإناث المسنات مرتين أكثر من إصابته للذكور المسنين.

لدى النساء، يكون لصداع النصفي غير المترافق بالأورة أكثر شيوعا من الصداع النصفي المترافق بالأورة، أما عند الرجال فيحدث هذان النوعان بنفس المعدل.

خلال فترة ماحول الإياس كثيرا ما تسوء الأعراض قبل أن تتراجع شدتها وفي حين تختفي الأعراض لدى حوالي ثلثي كبار السن، إلا إنها تستمر لدى 3 و 10٪ منهم

 

لمحة تاريخية:

ورد وصف مبكر يتفق مع الصداع النصفي في بردية إبيرس، كتبت حوالي عام 1200 قبل الميلاد في مصر القديمة

 وفي عام 200 قبل الميلاد، وصفت كتابات مدرسة أبقراط للطب الأورة البصرية التي يمكن أن تسبق الصداع وحدوث ارتياح جزئي بعد القيء

 استخدام أبقراط مصطلح الشقيقة (نصف الرأس)،  واقترح أيضا أن الألم ينشأ من السحايا والأوعية الدموية في الرأس

 تم تقسيم الصداع النصفي في عام 1887 من قبل لويس توماس هياسنتي أمين مكتبة الفرنسية  إلى نوعين الصداع النصفي مع هالة والصداع النصفي من دون هالة.

أوصى وليام هارفي بالثقب كعلاج للصداع النصفي في القرن السابع عشر

في حين أجريت محاولات عديدة لعلاج الصداع النصفي، إلا إن التوصل إلى استعمال مادة ثبتت فعاليتها لم تتحقق قبل عام 1868

 تم تطوير أول أدوية التربتان سوماتربتان عام 1988.

 وفي القرن العشرين وبوجود دراسات أفضل تم التوصل إلى طرق وقائية فعالة والتثبت منها.

يعتبر الصداع النصفي مصدرا رئيسيا للتكاليف الطبية و الإنتاجية الضائعة.

 

صداع الشقيقة الكلاسيكي:

تبدأ الشقيقة عادة منذ الطفولة وقد يتحسن الوضع أو يسوء مع الوقت.

يجري عموماً التمييز بين نوعين من صداع الشقيقة.

الأول هو صداع الشقيقة الكلاسيكي والآخر هو صداع الشقيقة الشائع. صداع الشقيقة الشائع أكثر انتشاراً من النوع الكلاسيكي فهذا ما يوحي به اسمه.

عادة ما يبدأ صداع الشقيقة الكلاسيكي ببعض الاضطرابات البصرية، حيث يرى المريض بقعاً أو نقطاً أو حتى خيوطاً متعرجة. تدعى هذه الاضطرابات "الأورة أو النَسمة".

يعقب النَسمة عادةً صداع شديد، ويكون عادة على جانب واحد من الرأس فقط.

عادة ما تزيد الضجة والضوء والحركة من شدة صداع الشقيقة.

يمكن أن يستمر صداع الشقيقة مدة تتراوح من نصف ساعة إلى عدة ساعات أو حتى إلى عدة أيام!

يمكن أن يرافق صداع الشقيقة غثيان وتقيؤ.

يمكن أن تؤدي الشقيقة الكلاسيكية إلى آثار عصبية قصيرة الأجل ولكنها شديدة.

يمكن أن يُصيب الشلل أحد جانبي المريض عدة دقائق أو أكثر.

صداع الشقيقة الشائع:

ليست كل حالات صداع الشقيقة من النوع الكلاسيكي. فهناك الكثير جداً من حالات الشقيقة غير النموذجية، إذ قد لا يظهر عنصر أو أكثر من عناصر الشقيقة الكلاسيكية. إن هذه الحالات تعرف باسم الشقيقة الشائعة.
قد تشمل الشقيقة الشائعة الرأس كله بدلاً من إصابة جانب واحد منه.

قد تسبب بعض حالات الشقيقة تبدلاتٍ بصرية وغثيان وتقيؤ دون أن يرافقها صداع.

 

صداع الشقيقة القاعدي:

وهو الصداع النصفي المترافق مع أعراض عصبية ذات صلة بـ جذع الدماغ أو مع أعراض عصبية على جانبي الجسم،

تشمل الآثار الأكثر شيوعا: الشعور بدوران العالم، الشعور بخفة الرأس، والارتباك  يحدث الـغثيان لدى ما يقرب من 90٪ من الناس، ويحدث القيء لدى حوالي الثلث

يسعى الكثير من المصابين للركون إلى غرفة مظلمة وهادئة

 من الممكن أن تتضمن الأعراض الأخرى: عدم وضوح / تشوش الرؤية، احتقان الأنف، والإسهال، وكثرة التبول، شحوب، أو التعرق.

 من الممكن أن يحدث التورم أو المضض في فروة الرأس كما قد يحدث تصلب الرقبة

حدوث الأعراض المصاحبة أقل شيوعا لدى كبار السن.



أسباب صداع الشقيقة:

لا يزال السبب الدقيق لصداع الشقيقة مجهولاً.
ثمة اعتقاد واسع الانتشار بين الأطباء يقول إن سبب الشقيقة هو توسُّع يتلوه تضيق الأوعية الدموية في الرأس. لكنهم الآن يعتقدون أن السبب يتعلق بالمورثات التي تضبط نشاط بعض الخلايا الدماغية.

ينتج مرض الصداع النصفي عن توسع شديد في الأوعية الدموية خارج القحف (الموجودة في فروة الرأس) مما يؤدي إلى انضغاط على النهايات العصبية المحيطة بالأوعية الدموية مطلقة الألم وهذا يفسر طبيعة الألم النابض.

وهذا أيضا يفسر الألم العيني في أغلب أنواع الصداع النصفي لكون الطبقة الخارجية للعين تأخذ الألياف العصبية من نفس العصب (مثلث التوائم) الذي يحيط بالأوعية الدموية خارج القحف (شريان صدغي سطحي).

في نفس الوقت يحصل تقبض في الأوعية الدموية داخل القحف مما يؤدي إلى حدوث الأعراض العصبية المرافقة للنوبة الألمية.


العوامل المحرضة على الشقيقة:

هناك أشياء يمكن أن تُحرّض صداع الشقيقة عند بعض الناس. فإذا علم المريض هذه العوامل المحرضة فعليه أن يتجنبها قدر الإمكان.

عند بعض المرضى يمكن أن تحرض أنواع معينة من الطعام أو الشراب الشقيقة. من الأمثلة على الأغذية المحرضة:

·    الشوكولاتة

·    الجبنة

·    بعض المنكهات الغذائية، مثل إم إس جي، التي توجد في بعض الأطعمة الصينية.

·    التغيرات الهرمونية لدى النساء.

·    المحفزات الحسية كالأضواء الساطعة أو وهج الشمس أو الأصوات العالية.

·     التغيرت في نمط النوم .

إن التدخين والكحول من المحرضات المعروفة لصداع الشقيقة.

هناك أدوية يمكن أن تحرض على بدء نوبات الشقيقة.

علاج صداع الشقيقة:

يوجد طريقتان رئيسيتان لمعالجة الشقيقة:

1.  الأدوية التي تقصّر أمد النوبة.

2.  الأقراص التي تؤخذ يومياً لتقليل تكرار النوبات.

ؤيستخدم كثير من مرضى الشقيقة الطريقتين معاً. إذ يتناول المرضى الأدوية المصنوعة أصلاً لمعالجة الصرع والاكتئاب من أجل الوقاية من النوبات المستقبلية، ويعالجون النوبات عندما تحدث بأدوية تسمى مركبات التريبتان، وهي أدوية تخفف الألم وتعيد المريض إلى أداء وظائفه الطبيعية.

يمكن أيضاً استخدام أدوية تباع دون وصفة طبيب، مثل المسكنات. وإضافة إلى تناول الدواء، يمكن للمريض أن يسترخي في غرفة مظلمة وهادئة للحد من الصداع.

وإذا لم تنفع الأدوية التي تباع دون وصفة، يمكن أن يلجأ المريض إلى أدوية أقوى تباع بموجب وصفة طبية.

ولا يوصى مرضى القلب أو المصابين ببعض الأمراض الأخرى بتناول عدد من الأدوية التي تخفف من صداع الشقيقة.

يجب أن يراجع المرضى الطبيب بشكل دوري لأن معظم أدوية الشقيقة لها آثار جانبية.

يمكن أن تساعد المعالجة بالهرمونات بعض النساء اللواتي ترتبط عندهن الشقيقة بالدورة الشهرية. يمكن تخفيف شدة نوبات الشقيقة وسرعة تكررها باستخدام أساليب إدارة التوتر النفسي، مثل:

·    التمارين الرياضية

·    الاسترخاء

·    الارتجاع البيولوجي

إضافة إلى علاجات أخرى مصممة لتخفيف الانزعاج من الشقيقة.

الوقاية من صداع الشقيقة:

يمكن أن تكون الوقاية من حالات الشقيقة فعالة ولاسيما إذا كانت العوامل المحرضة معروفة.

- إن الامتناع عن تناول أنواع معينة من الجبن يمكن أيضاً أن يساعد في الحد من نوبات الشقيقة.

- الراحة والمحافظة على وزن مثالي يساعدان في الوقاية من نوبات الشقيقة.
- عدم النوم لساعات طويلة

- تجنب الكحول

- الأكل المفيد وتجنب شرب الحمضيات كعصير البرتقال والليمون قبل الأكل

- عدم الإكثار من تناول المكسرات

- ممارسة الرياضة بانتظام.

- عدم المكوث في مكان مرتفع الحرارة لفترة طويلة وعدم التعرض للشمس لفترة طويلة

- فرد الرقبة والجزء العلوي من الجسم. ولاسيما ولو كان العمل يتطلب الجلوس طويلا.

- اترك التدخين. فهو من أهم العوامل التي تحفز على ظهور الصداع النصفي

- حاول عدم الخروج في الأجواء المحملة بالغبار وابتعد عن البخور والدخان بأنواعه

- تجنب مشاهدة التلفاز لفترة طويلة وحاول عدم التركيز في التلفاز مطلقاً وخفف من إضاءة الشاشات

- تعلم كيف تسترخي وتنفس بعمق.

- عدم تعريض الرأس للبرد والشعر مبلل.

- عدم ترك نوافذ السيارة مفتوحة أثناء السير.

 عندما يحدث الصداع دون الوقت واليوم الذي بدأ فيه وسجل ماذا أكلت خلال الأربع وعشرون ساعة. وكم من الوقت قضيته في النوم بالليل وفي ماذا كنت تفكر قبل بداية الصداع. وهل يوجد اجهاد في حياتك؟. ومدة الصداع.وماذا فعلت لتوقفه.

ويمكن للصداع أن يخف لو ركنت للراحة وعيناك مغلقتان ورأسك مسنودة. واتباع طرق الاسترخاء تساعد أيضا. كما أن التدليك يفيد في تخفيف الصداع التوتري

تكون نوبات صداع الشقيقة متشابهة إلى حد كبير. فإذا تغيرت طبيعة النوبات يكون على المريض أن يراجع الطبيب لأن هذا التغير يمكن أن يشير إلى نوع من الصداع أكثر خطورة.


 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فوائد زيت اللوز الحلو

حبُّ الشباب (العُدّ) Acne Vulgaris

فوائد زيت حبة البركة Black Seed Oil

ألمُ العَصَب الوَركي (عرق النِّسا ) Sciatica

أكثر أمراض الشتاء انتشارا" (الزكام Cold)

التهاب الزّائِدة appendicitis

الصَّدفيّة Psoriasis