اللقوة أو شلل العصب الوجهي (شَلَل بِل) Bell palsy
هو شلل في جانب واحد من الوجه، يصيب ألاف الناس كلَّ سنة.
إن إنتشاره هو حوالي 25 حالة لكل 100 ألف شخص في السنة.
تظهر الأعراض على نحو مفاجئ، فيصبح
المريض غير قادر على إغلاق عينه، ويتهدَّل جانب فمه إلى الأسفل.
وتكون الأعراض شديدة خلال اليومين
اللذين يعقبان ظهورها.
السبب الشائع لشلل بل هو التهاب
فيروسي يُسبِّب انتفاخ وتورم العَصَب الوَجهي.
ومن المُرَجَّح أن تحدث الإصابةُ
بشَلَل بِل عند الحوامل أو عند مرضى السُّكري أو المصابين بالزُّكام أو
الأنفلونزا.
يشفى ثلاثة أرباع المرضى من غير أيَّة
معالجة.
كما أنَّ حالة المريض تتحسَّن خلال
أسبوعين، سواء أكان يتناول معالجةً أم لا.
ويصل معظم المرضى إلى الشفاء التام
خلال فترة تتراوح ما بين ثلاثة أشهر إلى ستَّة أشهر.
اللقوة أو شلل بل:
هو شلل يصيب العصب الوجهي وينتج عنه ارتخاء في عضلات الوجه على نفس ناحية الإصابة، ويصبح شكل الوجه غريباً ومُشوَّهاً.
سُمِّي بهذا الاسم نسبة إلى الدكتور
تشارلز بل، وهو طبيب إسكتولندي، كان أوَّل من وصف هذا المرض في عام 1882.
يعود سبب الضعف الى حدوث خلل في عمل العصب الوجهي (العصب
الدماغي السابع)، مما يؤدي لخلل في تعصيب عضلات الوجه السطحية التي تشترك في خلق
تعابير الوجه.
قد يتعرض العصب للضرر في أي نقطة، من نواته (التي هي عبارة
عن مجموعة من أجسام خلايا الأعصاب التي تكون مصدر العصب)،وعلى امتداد فروع هذه
الخلايا العصبية (محاوير الاعصاب)، التي تتجمع في حزمة واحدة لتكون العصب الوجهي
المحيطي.
قد يسبق ظهور الشلل
الوجهي شعور بالم غير واضح المعالم وراء صيوان الاذن قبل يوم او يومين.
هذه الحالة شائعة جدًّا وغالبًا ما تكون حميدة وتشفى من تلقاء
نفسها بعد مرور أيام أو أسابيع.
بالإضافة إلى حركة
العضلات فأنَّ هذا العصب مسؤول أيضًا عن الإحساس في الوجه, حاسة الذوق, إفراز
اللعاب والدموع لذلك تعرضه لحالة مرضيَّة قد يحدث نقص في هذه القدرات.
العصب الوجهي:
يسيطر العَصَب الوجهي، الذي يُدعى
العَصَب السابع أيضاً، على معظم عضلات الوجه.
يمتدُّ العَصَب السابع من الدماغ إلى
قناة ضيِّقة جداً في الجمجمة، ثمَّ يخرج من الجمجمة من خلف الأذن.
يتفرَّع العَصَب السابع خلف الأذن ليُعَصِّب
عضلات الوجه التي تسمح بحركة الجبين وإغلاق الجفنين والفم وبالابتسامة.
كما يُعَصَّب العَصَب السابع عضلة
صغيرة في الأذن، وهي العضلة التي تخفِّف من حدَّة الأصوات العالية والمفاجئة.
كما يسيطر العَصَب الوجهي على إفراز
اللعاب والدموع أو البكاء. ويعدُّ العَصَب الوجهي مسؤولاً أيضاً عن الإحساس بالطعم
في اللسان.
أعراض شلل العصب الوجهي
يتوقَّف العَصَبُ الوجهي، لدى مريض
شَلَل بِل، عن العمل فجأة. ويصل ضعف العَصَب ذروته في غضون يومين اثنين.
العَرَضُ الأكثر تأثيراً في هذا المرض هو شلل
عضلات الوجه، حيث يعجز المريض عن إغماض عينه وفمه، ويصبح شكل الوجه غريباً
ومُشوَّهاً.
من الأخبار الجيِّدة أنَّ شَلَل بِل
يتحسَّن من تلقاء نفسه عادة في غضون أسابيع أو أشهر. ويشفى هذا المرض في العادة
بشكل تام.
إلى جانب الشلل، يُمكن أن ينزعج مرضى
شَلَل بِل من الأصوات المرتفعة أكثر من المعتاد، مع بعض الألم في الأذن.
إن أعراض المرض هي ضعف في العضلات في نصف الوجه (اليمين او
اليسار). يظهر هذا الضعف بشكل فجائي (في الكثير من الاحيان، تظهر خلال الليل، وإكتشافها
عند النظر في المراة في الصباح)،
يشمل الضعف نصف
الوجه المصاب: من الجبين وحتى حد الوجه السفلي. يصل الضعف إلى أوجه بعد مرور 48
ساعة من ظهوره لأول مرة.
قد ترافق ضعف عضلات الوجه أعراض أخرى، مثل: انخفاض أو فقدان
حاسة الذوق في الثلثين الاماميين من نصف اللسان الموجود ضمن نطاق نصف الوجه المصاب.
كما قد يصاب المريض باحتداد السمع (حالة تسمع فيها الاصوات
بحدة اكثر من الوضع الطبيعي)، نتيجة لإصابة محاوير الاعصاب، المسؤولة عن تخفيض
موجة الاهتزاز التي تتكون في طبلة الاذن عند سماع أي صوت،
والتقليل من ترطيب
العين عن طريق الدموع، بسبب خلل في افراز الدموع من الغدد الدمعية، التي يتم
تعصيبها بواسطة محاوير العصب الوجهي.
أكثر الأعراض شيوعاً:
- ضعف خفيف في
العضلات الوجهية إلى أن يصبح شللاً تاماً في أحد نصفي الوجه (يظهر خلال ساعات
لأيام) مما يسبب صعوبة في الابتسام أو إطباق الجفن في الطرف المصاب.
- تدلي الوجه و صعوبة إظهار التعابير
الوجهية.
- ألم حول الفك وداخل الأذن أو خلفها في
الجهة المصابة
- ارتفاع الحساسية تجاه الصوت العالي في
الطرف المصاب
- صداع
- نقصان حاسة الذوق.
- تغير في كمية اللعاب و الدموع التي
تنتج من النصف المصاب.
في حالات نادرة :
· قد يصيب شلل بل
كلا العصبين الوجهيين في نصفي الوجه.
· ضرر (قد يكون
دائم ) للعصب الوجهي.
· نمو تعويضي شاذ
للألياف العصبية, مما يسبب حدوث تقلص لا إرادي لعضلات معينة أثناء محاولة المريض
تحريك عضلات أخرى (حركات مترابطة)، كمثال إغلاق العين في الجهة المصابة أثناء
محاولة المريض أن يبتسم.
· عمى جزئي أو كلي يصيب العين التي لا ينطبق جفناها.
أسباب شلل العصب الوجه:
إنَّ السبب الشائع لشَلَل بِل هو إصابة فيروسية في العَصَب السابع،
تؤدِّي إلى تورُّم العَصَب، وهذا ما قد يُؤدي إلى انضغاط العَصَب في القناة
العظمية التي يمرُّ فيها عند خروجه من الدماغ إلى الوجه.
إنَّ فيروس الحلأ أو الهربس البسيط، هو أهم سبب للعدوى
الفيروسية التي تسبِّب شَلَل بِل. وأكثر من يُصاب به هم الحوامل ومرضى السُّكري
والمرضى الذين يعانون من الزكام أو الأنفلونزا.
وهناك فيروسات أخرى
قد تسبب الإصابة بشلل بل وهي: جدري الماء و داء المنطقة , داء وحيدات النوى الخمجي
(ايبشتاين بار) والفيروس المضخم للخلايا.
توجد هنالك أمراض اخرى قد تؤدي إلى ضعف في نصف الوجه مثل:
- حادثة وعائية دماغية (CVA)
اقفارية أو نزفية (يطلق على هذه الحالة اسم الشلل الوجهي المركزي، في هذه
الحالة، يكون الضعف في الجزء السفلي من نصف الوجه المصاب، بحيث أن عضلات الجبين لا
تتعرض للضرر)،
- متلازمة رامزي - هانت التي تظهر كطفح جلدي على شكل حويصلات في قناة السمع
الخارجية للاذن (في العديد من الاحيان يحصل ضرر لحاسة السمع)، مع ضعف في نصف
الوجه.
- قد يحدث ضعف في نصفي الوجه في متلازمة جوليان - بري،
- وأيضاً في الأمراض الإلتهابية مثل مرض الساركوئيد،
- الأمراض المزيلة للميالين (والتي يحصل فيها ضرر
للميالين الذي يغلف محاوير الاعصاب، كما هو الحال في مرض التصلب المتعدد)
- وفي حالات نادرة، قد تسبب الأورام السرطانية ذلك أيضاً (مثل ورم العصب السمعي الذي
يصدر من غلاف العصب القحفي الثامن، ولكنه قد يؤثر ايضا على العصب السابع، ذلك انه
يقع على مقربة من العصب الثامن)،
- خلل في عمل العصب (الذي يدعى الاعتلال العصبي) الذي يؤدي إلى ضعف في نصف الوجه،
والذي قد يكون نتيجة لمضاعفات مرض السكري.
-
ورم في الجمجمة الذي يضغط على عصب الوجه.
-
كسور في الجمجمة.
-
إلتهاب في الأذن الوسطى, فهناك يمر عصب الوجه أيضًا.
-
ضغط الدَّم المرتفع.
-
مرض الإيدز (AIDS).
-
داء لايم: وهو مرض نادر جدًا في الشرق الأوسط.
تشخيص شلل العصب الوجهي :
تشخيص شلل بل عادةً يتم تشخيص المرض بواسطة توجيه الأسئلة
للمريض وفحصه فقط.
حيث يقوم الطبيب
بفحص عصبي للتأكد أن الشلل هو من نوع بل أي شلل عصب الوجه.
قد يحتاج الطبيب
لإرسال المريض للمزيد من الفحوصات المخبريَّة أو الصوريَّة وذلك لنفي الحالات التي
يإمكانها إعطاء صورة مشابهة.
فقد يضطر المريض أن
يقوم بتصوير طبقي (CT) أو رنين (MRI).
من الغاية في الأهميَّة نفي جلطة دماغيَّة أي إنسداد أحد
الأوعية الدموية في المخ. وهي حالة خطيرة جدًّا ذات عواقب على العكس من شلل بل.
فالجلطة الدماغيَّة
يمكن أن تؤدي إلى شلل في عصب الوجه لكن دون إصابة الجزء الأعلى من الوجه وغالبًا
ما يكون هناك أعراض عصبيَّة أخرى مثل شلل أو ضعف الأطراف.
يُمكن إجراء تخطيط كهربائيَّة العضلات
وسرعة الناقليَّة العَصَبية للتحرِّي عن تأذِّي العَصَب.
يتضمَّن اختبارا تخطيط كهربائيَّة
العضلات وسرعة الناقليَّة العَصَبية وضع إبر صغيرة في عضلات الوجه وصدم الأعصاب
بتيَّار كهربائي ضعيف جداً.
وهذا الاختبارُ مزعج للمريض، ولكنَّه غير مؤلم،
ويتحمَّله المريض عادة. يُمكن إجراء تصوير طبقي محوري ورنين مغناطيسي للدماغ
للتأكُّد من أنَّ المشكلة غير ناجمة عن سكتة أو وَرَم أو عدوى.
إذا كشف التصوير الطبقي المحوري أو الرنين
المغناطيسي وجودَ سكتة أو ورم أو عدوى، فمن المُرَجَّح أنَّ العَصَب السابع لن
يتحسَّن.
ويُمكن للطبيب أن يتحرَّى علامات أعراض أخرى
عادة من خلال الفحص.
علاج شلل العصب الوجهي:
يتحسَّن 75٪ من مرضى شَلَل بِل من دون
معالجة، خلال أسابيع قليلة حتى عدة أشهر
لكن هناك قلَّة قد يبقون مع ضرر عصبي معيَّن دائم في الوجه.
ولكن أظهرت دراساتٌ حديثة أنَّ المعالجة
بالستيرويدات ومضادَّات الفيروسات (الأسيكلوفير) يُمكن أن تكون فعَّالةً في تحسين
وظيفة العَصَب الوجهي.
تخفِّف الستيرويدات من تَورٌّم العَصَب. ومنها البريدنيزولون
والدِّيكساميتازون.
يسرع هذا العلاج الذي يدمج بين الدوائين، من عملية التماثل
للشفاء في معظم الحالات.
من الممكن أن يحمي تدليك الوجه عضلاته من
الانكماش، ويحافظ على مرونتها وقابليتها للتمدُّد إلى أن يشفى العَصَب.
في حالات نادرة جداً من شَلَل بِل،
يُمكن أن يُنصح بالمعالجة الجراحيَّة. كما يُمكن إعطاء المريض غطاء للعين وقطرة
عينية لحماية العين من الضرر والجفاف.
ويعتمد علاج شلل الوجه المحيطي على إعتبارات تتعلق بحالة
المريض الصحية.
يمكن، بسبب انخفاض كمية الدموع التي ترطب العين، وضع ضمادة
على العين في نصف الوجه المصاب، وتغطيتها خلال النوم في الليل، لمنع تقرح القرنية
بسبب الجفاف.
تمرين عضلات الوجه عندما تبدأ بإستعادة وظيفتها للتسريع في
شفائها.
المضاعفات:
رغم أنَّ معظم المرضى يشفون، إلاَّ
أنَّ الشفاء لا يكون كاملاً أحياناً، بل يستمرُّ بعض الضعف.
لا يشفى العَصَب السابع شفاء صحيحاً في بعض
الأحيان، فالأليافُ العصبية التي يُفترض أن تُغذِّي الغدد اللعابية تغذِّي الغدد
الدمعية في العين في هذه الحالة.
وهذا ما يجعل دموع المريض تسيل بدلاً من لعابه
في أثناء الأكل، وتُسمَّى عندئذ "دموع التماسيح".
على المرضى الذين لا يستطيعون إغلاق العين
بالكامل أن يحرصوا على حماية العين المصابة، لأنَّه إذا لم يُغلق الجفن على العين،
فإنَّها يُمكن أن تتضرَّر بفعل الغبار والرمل والفرك ... إلخ.
يُمكن أن يحمي الغطاء العينَ في
الليل. يُمكن أن تحمي الدموع الصنعية العينَ من الجفاف والأذى.
إذا أصبح الضعف دائماً، فقد يصبح من
الضروري إجراء عمل جراحي على العين لتضييق فتحة العين.
تعليقات
إرسال تعليق
رأيك يهمنا
اكتب تعليق على الموضوع لدعمنا