المتابعون

أسباب داﺀ النِقرِس Gout (داء الملوك) أعراضه وعلاجه

 

داﺀ النِقرِس Gout 


 

واحد من أكثر أمراض المفاصل ألماً وهو يصيب الرجال أكثر من النساء.

إذا لم يعالج سريعاً فإنه يمكن أن يؤدي إلى هجمات مؤلمة ويمكن أن يسبب عجزاً وحصيات كلوية.

مرض واسع الانتشار يصيب الملايين من الناس كل سنة،  حيث يصيب حوالي واحد إلى اثنان بالمائة من سكان الغرب في مرحلة ما من حياتهم، وهو آخذ بالانتشار.

يصيب حوالي ثمانمائة وأربعون شخصاً من بين كل مائة ألف نسمة على مستوى العالم.

 يشكّلُ داﺀ النِقرِس نوعاً مؤلماً من مرض التهاب المفاصل ويُسبّب ورم واحمراراً وسخونة وتصلّب المفاصل.

يحدث داﺀ النِقرس بسبب تراكم حمض البول في الدمّ.وسببُ هذا التراكم هو أن الجسم يفرز حمضاً زائداً أو لا يتخلصَ من الحمض بشكل كافٍ، أو أنّ المرﺀ يتناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على (البُورِين)، ومنها: الكبد والبَقول الجافة.

كما أنّ النِقرِس الكاذب لديه أعراض مشابهة وقد يجري الخلط بينه وبين داﺀ النِقرس أحياناً. إن سبب النِقرس الكاذب هو وجود فوسفات الكالسيوم وليس حمض البول.

غالباً ما يُصيب داﺀ النِقرس إبهام القدم أولاً، كما يُمكن أن يهاجم الكاحلين والركبتين والمعصمين والأصابع والمرفقين.


الانتشار:

يصيب النقرس حوالي واحد إلى اثنان بالمائة من سكان الغرب في مرحلة ما من حياتهم، وهو آخذ بالانتشار. وقد تضاعفت معدلات النقرس خلال العشر سنوات الأخيرة.

 ويعتقد أن هذا الارتفاع يرجع إلى ارتفاع متوسط العمر المتوقع والتغيرات في النظام الغذائي وزيادة الأمراض المرتبطة بالنقرس مثل المتلازمة الأيضية وارتفاع ضغط الدم.

وقد عثر على عدد من العوامل التي تؤثر على معدلات النقرس، بما في ذلك السن والعرق وموسم السنة.

ويصل معدّل انتشار النقرس لدى الرجال فوق سن الثلاثين والنساء فوق سن الخمسين إلى اثنان بالمائة .

في الولايات المتحدة، يبلغ احتمال إصابة الذكور من أصول إفريقية بالنقرس ضعف احتمال إصابة الأميركيين من أصول أوروبية.

 وقد وجدت بعض الدراسات أن نوبات النقرس تحدث أكثر تكراراً في فصل الربيع. وقد يعزى ذلك إلى التغيرات الموسمية في النظام الغذائي واستهلاك الكحول والنشاط البدني ودرجة الحرارة.

 

المفاصل والتهاب المفاصل:

في جسم الإنسان مئتان وستة عظام تعطي للجسم شكله وقوته. إن أي مكان يلتقي فيه عظمان يسمى مفصلاً.وفي المفاصل يغطي نهايات العظام نسيج غضروفي.

وفي داخل كل مفصل سائلٌ شفاف يسمى السائل الزليلي. يقوم هذا السائل بدور التزليق داخل المفصل، يسمح للمفصل بسلاسة الحركة ويحد كثيراً من احتكاكها.

عندما تتأذى أنسجة المفصل أو تصاب بمرض، فقد تتورم وتصبح حمراء وساخنة ومؤلمة. وهذا ما يسمى التهاب المفاصل.

والنقرس نوع من أنواع التهاب المفاصل. فمن بين كل عشرين مريضاً بالتهاب المفاصل يوجد مريض واحد مُصاب بالنقرس.

ينجم النقرس عن ترسب بلّورات مادة تُدعى حمض اليوريك في المفاصل. وتقدم الفقرات التالية المعلومات حول حمض اليوريك وكيف يسبب النقرس.


أسباب داء النقرس:

البورين هو مركب كيماوي يوجد في كل خلايا الجسم. مع انقسام وتكاثر الخلايا، يفكك الجسم مادة البورين بصورة مستمرة ويعيد استخدام مكوناته لصنع خلايا جديدة.

يقوم الجسم بطرح ما يفيض من البورين عبر البول على شكل حمض اليوريك، وهو مركب كيماوي آخر.

أحياناً، يمكن أن تصبح مستويات حمض اليوريك عالية في الدم. تسمى هذه الحالة "فرط حمض اليوريك في الدم". عندما يزداد مستوى حمض اليوريك في الدم، تتشكل منه بلورات حمض اليوريك. 

تبدو بلورات حمض اليوريك تحت المجهر حادة ومدببة شبيهة بالإبر الصغيرة. وعند بعض الناس تترسب بلورات حمض اليوريك في المفاصل.

يمكن أن تترسب بلورات حمض اليوريك تحت الجلد أيضاً، فتشكل نتوءات يمكن جسُّها على سطح الجلد. يسمى كل نتوء "توفة".

الجهاز المناعي يدرك أن هذه البلورات يجب ألا تكون موجودة في المفاصل فيبدأ بمهاجمتها. وهذا ما يسبب الألم ، خاصة عند لمس المفصل المصاب بالنقرس وتورم المفصل كذلك.

يمكن أيضاً أن تترسب بلورات حمض اليوريك الفائضة في الكليتين فتسبب الحُصَيّات الكلوية.


عوامل الخطورة:

هناك أشخاص معرضون أكثر من غيرهم لارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم، وبالتالي للإصابة بالنقرس.

وهناك أمراض وراثية تزيد من سوية حمض اليوريك في الدم، إذ أن ستة إلى ثمانية عشر بالمئة من مرضى النقرس لديهم أشخاص آخرون في العائلة مصابون بالنقرس.

إن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالبورين يمكن أن يؤدي إلى إنتاج الجسم للمزيد من حمض اليوريك. ومن الأطعمة الغنية بالبورين: المحار وللحوم الحمراء والأعضاء الداخلية للحيوانات مثل الكبد والكليتين والدماغ.

كما أن الفول والحمص اليابس وسمك الأنشوفة أو البَلَم أطعمة غنية بالبورين.

إن تناول الكحول يقلل من قدرة الجسم على التخلص من حمض اليوريك الفائض ويؤدي إلى ارتفاع حمض اليوريك في الدم.

إن التعرض إلى مستويات عالية من الرصاص يزيد من مستوى حمض اليوريك في الدم. كما أن زيادة الوزن تزيد من خطر الإصابة بالنقرس.

يزيد تناول بعض الأدوية من خطر فرط حمض اليوريك في الدم.

إن الأدوية المدرة للبول تؤثر على قدرة الكليتين على طرح حمض اليوريك من الدم. وهذا يؤدي إلى زيادة مستوياته في الدم. تُعطى هذه الأدوية المدرة للبول للمرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم وبالمشاكل القلبية.

وهناك أدوية أخرى يمكن أن تزيد من مستويات حمض اليوريك في الدم مثل دواء ليفودوبا الذي يعطى لمرضى داء باركنسون، وكذلك الساليسيلات مثل الأسبرين.


إن المرضى الذين يعالجون بالسيكلوسبورين معرضون كثيراً لخطر الإصابة بالنقرس.

السيكلوسبورين دواء يعطى عادة لمرضى زرع الأعضاء وذلك لحمايتهم من رفض أجسامهم للأعضاء المزروعة.

 

أعراض داء النقرس:

تظهر أول أعراض النقرس عادة في أوائل الأربعينات من العمر. إن المستويات العالية من حمض اليوريك في الدم لا تؤدي وحدها إلى ظهور أعراض النقرس.

تبدأ أعراض النقرس بالظهور عندما تبدأ بلورات حمض اليوريك بالترسب في أنسجة الجسم: تحت الجلد، وفي المفاصل، وفي الكليتين.

عند الكثير من مرضى النقرس يكون العرض الأول هو الألم والاحمرار في إبهام القدم. تسمى هذه الحالة "نقرس إبهام القدم".

يصاب ثلاثة من أصل أربعة من مرضى النقرس بنقرس إبهام القدم في مراحل مختلفة.

المفاصل التي كثيراً ما تصاب بالنقرس هي:

·    الكاحل

·    الكعب

·    الركبة

·    الرسغ

·    الأصابع

·    المرفق

إن هجمات التهاب المفاصل الناجمة عن النقرس تستمر عادة بضعة أيام ثم تتحسن من تلقاء ذاتها.مع مرور الوقت، يمكن أن تصبح هجمات النقرس أكثر تكراراً وتدوم فترة أطول وتتطلب معالجة.

إذا لم يعالج النقرس فإنه قد يسبب الإعاقة والعجز. ولكن معظم المرضى لا يصلون إلى هذه المرحلة لأن النقرس يكتشف ويعالج باكراً أكثر الأحيان.

وتسمى المرحلة الأخيرة من النِقرِس بالنقرس التوفي. وفيه تصاب المفاصل بتلف دائم، وقد تصاب الكليتان أيضاً بضرر يتعذر شفاؤه.

 

تشخيص داء النقرس:

بعد الاستماع إلى ما يقوله المريض وإجراء الفحص السريري الشامل، يمكن أن يطلب الطبيب تحليل دم لمعرفة مستوى حمض اليوريك في الدم.

إذا كان المفصل ملتهباً أثناء زيارة المريض لعيادة الطبيب، فيمكن أن يقوم الطبيب بسحب بعض السائل من المفصل (تحت التخدير الموضعي). ثم يرسل العينة إلى مختبر التشريح المرضي لفحصها تحت المجهر.

إذا لم يعثر طبيب المختبر على بلورات في سائل المفصل، يمكن أن يستخرج الطبيب إحدى "التوفات" أو النتوءات الموجودة تحت الجلد ليرسلها إلى المخبر للتحري عن بلورات حمض اليوريك.

يمكن للأشعة السينية أن تظهر ترسبات بلورات حمض اليوريك وأي تلف بالعظام ناجم عن الالتهابات المتكررة.

من المهم أن نعلم أن أكثر الناس الذين لديهم فرط حمض بول في الدم لا تظهر لديهم أعراض التهاب المفاصل النقرسي مثل التورم والاحمرار والألم العفوي أو المحرض باللمس.

خلال هجمات النقرس الحادة، لا يكون مستوى حمض اليوريك في الدم مرتفعاً دائماً. لهذا من الضروري بزل المفصل المصاب (سحب سائل منه) أو أخذ جزء صغير من إحدى التوفات جراحياً لدراسته من قبل أخصائي في علم الأمراض.

 

علاج داء النقرس:

يعالج النقرس بالأدوية التي:

·    تخفف آلام هجمات النقرس.

·    تخفف التهاب المفاصل.

·    تقلل من مستوى حمض اليوريك في الدم.

يوصي الأطباء باستخدم الأسيتامينوفين (الباراسيتامول) للتخفيف من الألم. ويجب تجنب استعمال الأسبرين في النقرس لأنه يمكن أن يمنع الكلية من طرح حمض اليوريك.

 وإذا كان ألم النقرس شديداً يمكن أن يصف الطبيب مسكنات أقوى لتخفيف الألم.

إن لمعالجة النقرس أهدافاً عديدة. وأهم هذه الأهداف هو السيطرة على الألم الشديد الناجم عن هجمات النقرس.

كما تهدف معالجة النقرس إلى الوقاية من الهجمات ومنع تشكل توفات جديدة وحصيات كلوية.

إن الأدوية التي تدعى مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية فعالة في معالجة النقرس الحاد. أما الآثار الجانبية الشائعة لهذه الأدوية فهي:

·    تهيج الجهاز المعدي المعوي

·    قرحات في المعدة والأمعاء

·    نزف معوي

·    ردة فعل تحسسية شديدة

إذا كانت معدة وأمعاء المريض تتحسس من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، يمكن وصف الستيروئيدات القشرية لمعالجة النقرس الحاد.

 إن الكولشيسين هو دواء آخر فعال جداً في الحد من التورم والألم وفي إنهاء هجمة النقرس. ويكون هذا الدواء أكثر فعالية إذا تناوله المريض في غضون 12 ساعة من بدء الهجمة.

يمكن أيضاً إعطاء أدوية تقلل مستوى حمض اليوريك في الدم لمعالجة النقرس. هذه الأدوية هي الألوبورينول أو البروبنسيد.

 

الوقاية من داء النقرس:

إن للوقاية من هجمات النقرس أهمية لا تقل عن أهمية معالجتها. وفيما يلي خمس نصائح للوقاية من النقرس .

1.  الإكثار من شرب الماء والسوائل فهذا يساعد الإنسان على إزالة حمض اليوريك ومنعه من الترسب في الانسجة.

2.  تخفيف الوزن عن طريق التقليل من الطعام وممارسة التمارين الرياضية. وينبغي أن يخفف الإنسان وزنه تحت إشراف الطبيب، لأن فقد الوزن السريع يمكن في بعض الحالات أن يؤدي إلى تفاقم مرض النقرس.

3.  تجنب تناول الأطعمة الغنية بالبورين، مثل المحار وللحوم الحمراء و الأعضاءالداخلية مثل الكبد والكلية والدماغ.

4.  تجنب الكحول.

5.  تناول أدوية لخفض مستوى حمض اليوريك في الدم.

أثناء الهجمة، يمكن تخفيف الألم بإراحة المفصل الملتهب ورفعه. ويمكن أيضاً التخفيف من الألم بوضع كمادات من الثلج على المفصل.

أقرأ أيضا": التهاب المفاصل الروماتزمي 

 




 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فوائد زيت اللوز الحلو

حبُّ الشباب (العُدّ) Acne Vulgaris

الشَّقيقَةُ Migraine أسبابها وأعراضها وعلاجها

فوائد زيت حبة البركة Black Seed Oil

ألمُ العَصَب الوَركي (عرق النِّسا ) Sciatica

أكثر أمراض الشتاء انتشارا" (الزكام Cold)

التهاب الزّائِدة appendicitis

الصَّدفيّة Psoriasis