المتابعون

مُتلازمة سوء امتصاص Malabsorption

 

مُتلازمة سوء امتصاص Malabsorption

 

مرض يؤدي إلى عدة أعراض تتجلى في حدوث الإمساك أو الإسهال بالتناوب والتعب وجفاف الجلد واضطرابات عقلية وتوتر ووهن في العضلات وتكون الغازات المزعجة، وأعراض ما قبل الطمث والبراز الدهني الذي يتميز بكثرته وشحوبة لونه، وزيادة القابلية لحدوث الكدمات، وقلة الشعر، ونقص في الوزن، واضطرابات بصرية وخصوصاً في الليل والذي يشبه العشى الليلي، ومتاعب في البطن، وحدوث الأنيميا.

 بعض الأشخاص قد تظهر عليهم السمنة بسبب ترسب الدهون في الأنسجة بدلاً من استخدام الجسم الأمثل لها.

 

سوء الامتصاص:

معرف على أنه حالة من الإضطراب في عملية هضم وامتصاص المواد الغذائية أو مركباتها في الأمعاء.

هي حالة ناشئة عن خلل في امتصاص المواد الغذائية عبر الجهاز الهضمي.

يمكن أن يكون الضعف من أحد المواد الغذائية أو مجموعة منها إعتماداً على الشذوذ. وهذا قد يؤدي إلى سوء التغذية ومجموعة متنوعة من أمراض فقر الدم.

تقوم الأمعاءُ الدقيقة بهضم القسم الأكبر من الطعام الذي يتناوله المرء. وفي حالة الإصابة بمتلازمة سوء الامتصاص، فإنَّ الأمعاءَ الدقيقة لا تكون قادرةً على امتصاص المواد المغذية من الطعام. وهذا ما قد يسبِّب مشكلات صحِّية كثيرة.

تعتمد معالجةُ متلازمات سوء الامتصاص على أسبابها. وقد تشتمل على تغييرات في نمط الحياة، وعلى تناول الأدوية، إضافة إلى معالجات أخرى.

 

الامتصاص والهضم:

يحدث خلال هذه العملية:

1.  تغيير بنيوي وكيميائي لمكونات الغذاء في تجويف الامعاء، على سطح الغشاء المخاطي، أو في خلايا النسيج الطلاني – الخلايا الظهارية – الذي يغطي الغشاء المخاطي. هذا التغيير يتيح الامتصاص.

2.  نقل المواد الغذائية من التجويف، عبر النسيج الطلاني، إلى الدورة الدموية والجهاز الليمفاوي.

من أجل فهم معنى سوء امتصاص المواد الغذائية، من المهم التعرف على مراحل عملية الهضم للمواد الغذائية الاساسية.


الدهون:

تشارك في عملية تفكيك الدهون وتحليلها املاح المرارة وأنزيمات البنكرياس (الليباز والـ "كوليباز" ).

بعد ذلك، تعود المواد الناتجة عن هذا التفكيك، وهي الأحماض الدهنية، للتوحد من جديد على شكل دهون داخل خلايا النسيج الطلائي (الخلايا الظهارية)، ومن ثم تترك الخلية وتنتقل إلى الجهاز الليمفاوي وإلى الدورة الدموية بواسطة بروتينات ناقلة.

تعتبر عملية امتصاص الدهون لدى الاطفال والبالغين عملية ناجعة جداً، حيث يتم امتصاص نحو (95%) من الدهون التي تدخل الجسم. إلا أن هذه النسبة تكون أقل لدى الأطفال في الأشهر الاولى من حياتهم.

من الممكن أن يحصل سوء امتصاص للدهون بسبب إحدى المواد المشاركة في عملية الهضم والامتصاص:

·       نقص في أنزيمات الليباز والكوليباز.

·        نقص في أملاح المرارة بسبب أمراض الكبد.

·        انسداد قنوات المرارة أو خلل في امتصاص أملاح المرارة.

·        ضرر في الغشاء المخاطي للأمعاء أو خلل في أداء الخلايا الظهارية التي تغطي الغشاء المخاطي.

 أما انعدام القدرة على امتصاص المواد الدهنية بشكل تام، فهي حالة نادرة جداً، وعادة ما تكون مصاحبة بسوء امتصاص المواد الغذائية الأساسية الأخرى.

البراز الدهني  يجسد حالة سوء امتصاص شديدة للبراز الدهني. في هذه الحالة، تظهر في البراز، نحو (50%) من كمية الدهون التي تدخل الجسم عن طريق الطعام، وهي تظهر في الأساس بصورة نقص في أنزيمات البنكرياس وبشكل اقل في امراض الامعاء.


الكربوهيدرات (النشويات):

الأميلازات هي أنزيمات هاضمة للنشويات، يتم إفرازها بواسطة الغدد اللعابية والبنكرياس، وتساعد في عملية تفكيك وتحليل المواد السكرية.

 أما التفكيك الإضافي للسكر وإمتصاصه فيتم على سطح خلايا النسيج الطلاني الذي يغطي الغشاء المخاطي للامعاء بواسطة أنزيمات موجودة على الحواف الفرشاتية التي تغطي الخلايا الظهارية (الطلانية) في الأمعاء.

هذه الانزيمات: سوكراز، ايزوملتوز، الجلوكواميلاز، واللاكتوز، هي المسؤولة عن هضم النشويات في الغشاء المخاطي.

 أما عملية ولوج المواد الناتجة عن الهضم الى داخل الخلايا الظهارية، فتحتاج لمساعدة بروتينات ناقلة.

من أجل عمل هذه الناقلات، هنالك حاجة للطاقة ولوجود الاملاح، كالصوديوم. ويعتبر وجود الأملاح ضرورياً في هذه الحالة نظراً لأن التغييرات الكهروكيميائية تلعب دوراً هاماً في عملية الامتصاص.

قد يكون سوء امتصاص النشويات  محصوراً بأنواع معينة من النشويات. ومن الممكن أن يظهر كخلل مولود او كخلل مكتسب.

 يمكن أن يؤدي قصور البنكرياس أو نقص بأنزيماته أو بالبروتينات الناقلة، لسوء امتصاص.

الأعراض المرضية المركزية التي تشير لسوء امتصاص النشويات: انتفاخ المعدة واسهال يتعلق حجمه بكمية النشويات التي تم تناولها، ويكون نسيجه سائلا وحمضيا. وسيؤدي الامتناع عن تناول النشويات الى وقف الاسهال وظهور اعراض اخرى. 


البروتينات:

يتم تحليل البروتينات بمساعدة انزيمات البنكرياس -  انزيم البيبتيداز والبروتياز.

تبدا عملية الهضم والتحليل في المعدة وتستكملها انزيمات بنكرياسية – التريبسين، الكيموتريبسين والايلاستاز. كذلك، هنالك انزيمات هاضمة للبروتينات خاصة بالخلايا الظهارية.

من الممكن أن يكون سوء امتصاص البروتينات ناتجاً عن خلل في عمل البنكرياس او الخلايا الظهارية.

في غالبية الحالات لا يكون سوء الامتصاص محصوراً بأنواع معينة من البروتينات،

وإنما يكون جزء من ظاهرة سوء امتصاص للمواد الغذائية الأخرى.

أما العلامة المرضية التي تشير لسوء امتصاص البروتينات فهي:

·       اسهال ذو رائحة كريهة،

·        نقص الالبومين في مصل الدم،

·        والانتفاخات .

 

الأعراض:

من الممكن أن تختلفَ أعراضُ متلازمات سوء الامتصاص. لكن العَرَض الشائع هو تغيُّر البراز. من الأعراض الأخرى الشائعة لمتلازمات سوء الامتصاص:

·    التَّطَبُّل أو الغازات.

·    الإسهال المزمن.

·    نقص الوزن.


قد يميل بعضُ الأشخاص أيضاً إلى تجنُّب بعض أنواع الأطعمة نتيجة متلازمات سوء الامتصاص، وذلك لأنَّ هناك أطعمة يمكن أن تُسبب أعراضاً، في حين لا تسبِّب الأطعمة الأخرى هذه الأعراض.

من الممكن أيضاً أن يؤدِّي سوءُ الامتصاص لدى الأطفال إلى سوء النمو أو قصور النمو.

ويؤدي سوء امتصاص البروتينات إلى حدوث تورم في الأنسجة نتيجة احتجاز السوائل فيها ، ويؤدي نقص معدن الكالسيوم إلى الوهن العضلي ومشاكل الدورة الدموية.

 ويؤدي نقص الحديد إلى حدوث الانيمياء ، ويؤدي نقص الكالسيوم وفيتامين د إلى هشاشة العظام وتقلصات وارتجافات عضلية مؤلمة.

يؤدي نقص فيتامين ك إلى سهولة حدوث الكدمات ويؤدي نقص فيتامين أ إلى مرض العشى الليلي.

ويعتبر مرض نقص الامتصاص عاملاً مساعداً للإصابة بعدد من الأمراض مثل أمراض القلب وتخلخل العظام والسرطان ويسبب ضعف المناعة نتيجة نقص المواد الغذائية الضرورية فإنه يمكن الإصابة بجميع أنواع العدوى. كما أن مرض نقص الامتصاص يعتبر عاملاً لحدوث الشيخوخه.

إذا لاحظ المرء هذه التغيُّرات، أو أي أعراض أخرى، فإن عليه أن يستشير مقدم الرعاية الصحية. وفي معظم الحالات، تكون المعالجةُ أكثر نجاحاً كلما جرى تشخيصُ المشكلة في وقت أبكر.

 

الأسباب:

هناك أسبابٌ كثيرة محتملة لمتلازمات سوء الامتصاص. وتشمل أسباب متلازمات سوء الامتصاص ما يلي:

·    الداء البطني.

·    عدم تحمُّل اللاكتوز.

·    متلازمة الأمعاء القصيرة.

الداءُ البطني أو الزُّلاقي:

 هو مرضٌ هضمي يجعل تناول مادة الغلوتين مؤذياً للأمعاء الدقيقة. والغلوتين هو بروتين موجود في القمح والشعير والشيلم؛ وموجودٌ في أنواع الأغذية المختلفة بشكل رئيسي، لكنه يمكن أيضاً أن يوجد في منتجات أخرى، كالأدوية والفيتامينات.


عدمُ تحمُّل اللاكتوز:

يحدث عندما يعجز الجسم عن هضم سكر اللاكتوز الموجودٌ في الحليب وغيره من منتجات الألبان.

ولا يكون عدمُ تحمُّل اللاكتوز أمراً خطيراً في العادة. ومن المُقَدر أن نسبة تتراوح من سبعين إلى خمسة وسبعين بالمائة من البشر مصابون بدرجات مختلفة من عدم تحمُّل اللاكتوز.


متلازمةُ الأمعاء القصيرة:

تحدث بعد العملية الجراحية التي تجري فيها إزالةُ نصف الأمعاء الدقيقة، أو أكثر.

وقد يحتاج المريض إلى هذه الجراحة إذا كانت لديه مشكلة في الأمعاء الدقيقة نتيجة مرض أو إصابة أو عيب ولادي.

وهذا ما قد يكون له تأثيرٌ في مقدار المواد المغذِّية التي تستطيع الأمعاءُ الدقيقة امتصاصَها. ومن الأسباب الأخرى لمتلازمات سوء الامتصاص:

·    بعض أنواع الأدوية.

·    أمراض وراثية.

·    داء ويبل.

من الممكن أن يؤدِّي استخدامُ بعض أنواع الأدوية إلى متلازمة سوء الامتصاص.

 وعلى سبيل المثال، فإنَّ استخدام المضادات الحيوية أو الأدوية المُلينة يمكن أن يؤدي إلى الإسهال، وإلى منع الأمعاء الدقيقة من امتصاص المواد المغذية.

 من الممكن أن تكون الأمراضُ الوراثية سبباً لمتلازمات سوء الامتصاص أيضاً. ومن هذه الأمراض:

·    فُقدان البروتين الشَّحمي بيتا من الدم.

·    التليُّف الكيسي.

·    متلازمة شواكمان ـ دَياموند.

ويمكن أن يكون سوء الامتصاص في الأمعاء راجعا إلى:

  • ضرر الأغشية المخاطية في الأمعاء
  • نقص خلقي أو مكتسب في السطح الماص
  • عيوب الحلمهة محددة
  • عيوب نقل الأيون
  • قصور المعثكلة (البنكرياس)
  • ضعف الدوران المعوي الكبدي

 

التشخيص:

يطرح الطبيب على المريض أسئلة عن الأعراض الموجودة لديه وعن تاريخه الطبي. كما يجري فحصاً جسدياً للمريض.

من الممكن أن يأخذَ الطبيب عيِّنة من دم المريض لإرسالها إلى المختبر من أجل فحصها. وفحوصُ الدم يمكن أن تكتشف مستويات منخفضة من الفيتامينات والمعادن وغيرها من المواد المغذية.

يتم إخضاع المريض الذي يسود الشك بإصابته بسوء امتصاص المواد الغذائية، إلى فحص أولي يتضمن إختبارات تشير الى نقص في العناصر الغذائية.

يشمل هذا الإستيضاح الطبي: معادلة خلايا الدم، فحص العناصر البيوكيميائية في مصل الدم،  مثل:

 مستويات البروتينات، الكوليسترول، الكالسيوم، الحديد والفيتامينات كحامض الفوليك وفيتامين (B12)، فيتامين (A)، والبروثرومبين الذي يمثل مستويات الفيتامين (K).

 في المرحلة الثانية من الاستفسار الطبي، وخلال البحث عن الحالة المرضية العينية، من الممكن إجراء فحص لاداء الكبد وتحديد تركيز الغلوبينات المناعية،

وفحوص مصلية بحثا عن مضادات الغليادين، ناقلات الغليتامين، ومضادات غمد الليف العضلي هذه المضادات تميز الاصابة بمرض الزلاق – السيلياك)،

اختبار التعرق أو الاختبار الجيني من أجل تشخيص الاصابة بالتليف الكيسي، اختبارات التنفس واختبار نفث الهيدروجين بعد إجراء إختبار تحمل الكربوهيدرات لتشخيص سوء امتصاص المواد السكرية،

وكذلك جمع عينات من البراز من اجل قياس مستويات افراز المواد الدهنية.

في المرحلة الثالثة، يتم إجراء فحوصات باضعة. ويمكن أخذ عينة من الغشاء المخاطي للأمعاء الدقيقة بواسطة التنظير الداخلي،  وفحصها مجهريا.

كذلك، يمكن شفط  سائل التجويف المعوي من اجل فحص وجود طفيليات، او مستويات مرتفعة من بكتيريا وانزيمات البنكرياس. 

 من الممكن القيام بفحص عيِّنة من براز المريض أيضاً. وعينةُ البراز المجموعة خلال 72 ساعة يمكن أن تقيسَ فرط فقدان الدهون عن طريق البراز، وهذا ما يكون علامةً على وجود إحدى متلازمات سوء الامتصاص.

يمكن إجراءُ فحص آخر أيضاً، وهو "اختبار الهيدروجين في النَّفَس". وهذا الاختبارُ يقيس مستوى الهيدروجين في نَفَس المريض بعد أن يشرب سائلاً يحتوي على اللاكتوز؛ فإذا كان المريضُ مصاباً بعدم تحمُّل اللاكتوز، فإنَّ مستويات الهيدروجين في أنفاسه تزداد بعد تناول اللاكتوز.

هناك اختباراتٌ أخرى مستخدمة من أجل تشخيص أسباب متلازمات سوء الامتصاص، وهي:

·    اختبار امتصاص D زيلوز.

·    فحص وظيفة البنكرياس.

·    خَزعة الأمعاء الدقيقة.

·    التصوير بالأشعة السينية.

 

المعالجة:

تعتمد معالجةُ متلازمات سوء الامتصاص على السبب. ولابد من معالجة السبب الكامن وراءها من أجل تحسين حالة الامتصاص.

وعلى سبيل المثال، فإنَّ متلازمة سوء الامتصاص يمكن أن تكون ناتجة عن الداء البطني. وإذا كان الأمر كذلك، فإنَّ على المريض أن يُلغي مادة الغلوتين من نظامه الغذائي.

 لا يوجد علاج يستطيع الشفاءَ من عدم تحمل اللاكتوز. ولكن، يرتاح المريض المصاب بعدم تحمُّل اللاكتوز عادة عندما يقلل كمية منتجات الألبان التي يتناولها،

بحيث يستخدم بدلاً منها منتجات خاصة مصنوعة من أجل الأشخاص المصابين بهذه الحالة.

 في حال وجود أدوية معيَّنة تسبب متلازمة سوء الامتصاص، فقد تكون هناك حاجة لتغيير الدواء، أو تغيير جرعة الدواء.

في بعض الحالات، يمكن أن يكونَ المريض في حاجة إلى تناول أطعمة مختلفة أو إلى تناول متممات غذائية، من أجل التعويض عن المواد المغذية التي لا تمتصها أمعاؤه الدقيقة.

ويمكن أن تُعطى الفيتامينات عن طريق الوريد مباشرة.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فوائد زيت اللوز الحلو

حبُّ الشباب (العُدّ) Acne Vulgaris

الشَّقيقَةُ Migraine أسبابها وأعراضها وعلاجها

فوائد زيت حبة البركة Black Seed Oil

ألمُ العَصَب الوَركي (عرق النِّسا ) Sciatica

أكثر أمراض الشتاء انتشارا" (الزكام Cold)

التهاب الزّائِدة appendicitis

الصَّدفيّة Psoriasis