مرض شائع يصيب العظام ويجعلها ضعيفة، وهذا ما يمكن أن يسبب
كسوراً في العمود الفقْري والحوض والرُسُغ بسبب سقوط بسيط أو حتى بسبب العطاس أو
السعال.
يمكن أن يصاب أيّ شخص به، ولكنّه مألوفٌ أكثر عند النّساء المسنّات.
يتعرّض أكثر من نصف النّساء من كلّ الأعمار، وربع الرّجال ممّن
تجاوزوا الخمسين لكسرٍ في العظام بسبب وجوده لديهم.
يعاني ملايين الناس من هشاشة العظام، وتصل نسبة النساء إلى
ثمانين بالمئة من المصابين.
الوقاية منه ومعالجته أمر ممكن.
مقدمة:
إنّ
تخلخل العظام، أو هشاشة العظام، أو تَرَقُّق العظام، مرضٌ يصيب العظامَ ويجعلها
ضعيفةً سهلة الكسر.
ومن عوامل الخطر:
• التّقدّم في السن.
• أن يكون الشّخص صغير الحجم نحيلاً.
• أن ينتمي لعائلة عندها تاريخٌ للإصابة بترقّق العظام.
• تناول أنواعٍ معيّنة من الأدوية.
• أن تكون المرأة بيضاء أو آسيويّة.
• أن يكون الشخص مصاباً بقلّة العظم، وهو انخفاض في كتلة العظم في الجسم.
إنّ تخلخل العظام مرضٌ صامتٌ. وقد لا يعرف الشّخص أنّه مصابٌ به حتّى يُصاب بكسر.
إنّ قياس الكثافة العظميّة هو أفضل طريقة للتّحقّق من سلامة
العظام.
يجب تناول طعامٍ غنيٍّ بالكالسيوم وفيتامين دال، وممارسة
الرّياضة، والإمتناع عن التدخين للحفاظ على عظامٍ قويّة، ويمكن أن يكون تناول بعض
الأدوية مفيداً عند الضّرورة.
هشاشة العظام:
أن العظم نسيج حيّ. وهو مؤلف في معظمه
من الكولاجين وهو البروتين الذي يشكل الهيكل اللين للعظم، ومن فوسفات الكالسيوم
وهو مركّب معدني يمنح هذا الهيكل صلابته المعروفة.
تواصل عظامنا عملية ترميم دائمة تستمر مدى الحياة. إن الجسم يبني نسيجاً عظمياً
جديداً ويزيل النسيج العظمي القديم.
وخلال الطفولة، تكون سرعة تكوين العظم أكثر من سرعة إزالته. ويكون العظم في أكثف
وأقوى حالاته في عمر الثلاثين.
وبعد ذلك يبدأ الجسم بإزالة النسيج
العظمي القديم بسرعة أكبر من سرعة توليد النسيج العظمي الجديد.
ثمة سببان رئيسيان لحدوث هشاشة العظام أو تخلخل العظام:
· عدم
تَشكُّل كتلة عظمية قوية بما فيه الكفاية بحلول عمر الثلاثين عاماً قبل أن تبدأ
خسارة النسيج العظمي.
· أن
تكون خسارة النسيج العظمي بعد عمر الثلاثين سريعة للغاية.
أعراض هشاشة العظام:
قد لا يعرف الشخص أنه مصاب بهشاشة العظام أو تخلخل العظام حتى
تصبح عظامه ضعيفة إلى حد يجعله يصاب بكسر في الحوض أو بانهدام في الفقرات جراء جهد
مفاجئ أو صدمة خفيفة أو سقوط.
إن انهدام الفقرات يؤدي إلى ألم شديد في الظهر وإلى تشوهات في العمود الفقري وإلى
وضعية وقوف شديدة الانحناء.
يُمكن أن تصيب الكسور معظم عظام الجسم، ولكن أكثر الإصابات تحدث في الحوض والفقرات
والرسغ والذراعين.
يُمكن أن تسبب الكسور
ألماً شديداً وقد تُصيب المريض بالعَجز.
قد تصاب العظام بضعف شديد يؤدي إلى كسر في الفقرات بمجرد العطاس أو السعال.
أسباب هشاشة العظام:
يمكن أن تبدأ هشاشة العظام أو تخلخل العظام في عمر مبكر إذا لم
يحصل الشخص على القدر الكافي من الكالسيوم ومن فيتامين دال (D).
بعد الوصول إلى ذروة كثافة العظام وقوتها بين الخامسة والعشرين والثلاثين من عمر
الإنسان فإنه يبدأ بخسارة نحو أربعة بالألف من قوة عظامه كل سنة.
وفق هذا المعدل، ومع توفر التغذية السليمة، يجب أن يتحمل الشخص
هذه الخسارة دون أن يُصاب بهشاشة العظام.
بعد أن تصل المرأة إلى سن انقطاع الدورة الشهرية تفقد المرأة الكتلة العظمية بمعدل
أعلى من الرجل، إذ يصل هذا المعدل عند المرأة إلى ثلاثة بالمئة سنوياً.
فبعد سن انقطاع الدورة الشهرية ينخفض إنتاج الإستروجين في جسم المرأة انخفاضاً
كبيراً.
إن الإستروجين هرمون يساعد على الوقاية من هشاشة العظام أو
تخلخل العظام.
عوامل الخطورة للإصابة بهشاشة العظام:
يُعتبر جنس الشخص واحداً من عوامل
الخطورة، فالمرأة معرضة أكثر من الرجل للإصابة بهشاشة العظام.
ومن عوامل الخطورة الرئيسية الأخرى للإصابة بهشاشة العظام أو تخلخل العظام:
· العمر:
فكلما تقدم عمر الإنسان ازدادت احتمالات إصابته بهشاشة العظام أو تخلخل العظام.
· حجم
الجسم: فكلما كانت عظام الشخص أكثر رقة كلما زاد احتمال إصابته بهشاشة العظام أو
تخلخل العظام.
وهناك عاملان اثنان من عوامل الخطر لا سبيل إلى السيطرة عليهما، وهما:
1. العرق: فالنساء من العرق الأبيض والآسيويات
أكثر تعرضاً للإصابة بهشاشة العظام أو تخلخل العظام من النساء اللاتينيات أو
الأفريقيات.
2. العائلة: فإذا كان الوالدان مصابين
بهشاشة العظام أو تخلخل العظام يكون الأولاد أكثر تعرضاً للإصابة بها.
وهناك عوامل خطر يمكن للإنسان أن يسيطر عليها مثل:
-كمية الكالسيوم
وفيتامين دال في الطعام:
إذ أن من لا يتناول كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين دال
أكثر تعرضاً للإصابة بهشاشة العظام أو تخلخل العظام.
-التدخين:
فالمدخنون أكثر تعرضاً من غيرهم للإصابة بهشاشة العظام أو تخلخل العظام.
-شرب الكحول:
فمن يتعاطى الكحول أكثر تعرضاً من غيره للإصابة بهشاشة العظام أو
تخلخل العظام.
-قلة الحركة:
فمن كان قليل الحركة في حياته اليومية أكثر تعرضاً من غيره للإصابة
بهشاشة العظام أو تخلخل العظام.
-الأدوية:
فهناك أدوية تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام أو تخلخل العظام مثل الستيروئيدات
أو مضادات الحموضة إذا أخذت لفترة طويلة.
تشخيص هشاشة العظام:
لتشخيص هشاشة العظام أو تخلخل العظام يجري الأطباء اختبارات
خاصة لقياس الكثافة العظمية.
إن الوسيلتين الأكثر استخداماً لقياس الكثافة العظمية هما "مقياس امتصاص
الطاقة المزدوج" و"مقياس الكثافة العظمية السريري".
من الممكن كشف هشاشة العظام أو تخلخل العظام عبر التصوير الدوري بالأشعة السينية .
ولكن حين تتمكن الأشعة السينية من كشف هشاشة العظام، تكون
العظام قد باتت ضعيفة للغاية، وتكون هشاشة العظام أو تخلخل العظام قد بلغت مراحل
متقدمة.
علاج هشاشة العظام:
لمعالجة هشاشة العظام أو تخلخل العظام
يوصي الأطباء بما يلي:
· تناول
نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين دال، ومُكَمِّلات الكالسيوم (وهي مستحضرات
صيدلانية تحوي الكالسيوم)
· الأدوية
إن الأطعمة الغنية بالكالسيوم والفيتامين دال هي البرتقال ومشتقات الألبان.
إن مُكَمِّلات الكالسيوم تملك نفس فعالية الأطعمة الغنية بالكالسيوم. وهي رخيصة
الثمن ويتحملها الجسم بسهولة.
تسبب مُكَمِّلات الكالسيوم أحياناً إمساكاً عند المريض. ولكن الإكثار من شرب الماء
وتناول الأغذية الغنية بالألياف، مثل الخضار والفواكه، يمكن أن يساعد على تجنّب
الإمساك.
إن الإستروجين مفيد جداً في الوقاية من هشاشة العظام، لكن يجب عدم استخدامه دون
استشارة طبيب الأمراض النسائية.
كما ينبغي وضع المريضة التي تستخدم الإستروجين تحت مراقبة
دقيقة، إذ يمكن أن تنجم عن تعويض الهرمونات آثارٌ جانبية خطيرة رغم فوائده
الكثيرة.
ثمة أدوية تساعد على تثبيت الكالسيوم على العظام. ومن هذه الأدوية الكالسيتونين
الذي يصفه الطبيب غالباً على شكل رذاذ عن طريق الأنف.
ثمة أدوية أخرى تبطئ عملية خسارة العظام. بعضها من عائلة البيفوسفونات، ومنها
أليندرونات، وريزيدرونات.
فهي تزيد من كثافة العظم وتقلل من خطر الكسور. ولكن لها آثاراً
جانبية من أكثرها إزعاجاً الإحساس بحرقة شديدة في المعدة بسبب التهاب في الأنبوب
الهضمي أو المري.
إن لدواء رالوكسيفين تأثير على استقلاب العظم يشبه تأثير هرمون
الإستروجين. لكن قد تكون له آثار جانبية سيئة وخطيرة مثل تشكل الخثرات الدموية في
الطرفين السفليين.
وهناك دواء تيريباراتيد الذي يُعطى عن طريق الحقن وهو هرمون
طبيعي من هرمونات الغدة جارة الدرقية يتم تصنيعه ويساعد على بناء العظم حيث يزيد
من قوة العظام عن طريق زيادة كثافة المعادن في العظام.
ويقرر الطبيب عادة الدواء أو مزيج الأدوية الأكثر ملاءمة لحالة كل مريض أو مريضة
على حدة. وقد يكون من الضروري إجراء صور شعاعية متكررة لمتابعة مدى نجاح العلاج.
الوقاية من هشاشة العظام:
يمكن للناس من جميع الأعمار حماية
أنفسهم من هشاشة العظام أو تخلخل العظام عن طريق الالتزام بالعادات الصحية، مثل:
· النظام
الغذائي السليم المتوازن الغني بالكالسيوم وفيتامين دال.
· الابتعاد
عن الخمول
· الابتعاد
عن التدخين
· اجتناب
الكحول
إن التمارين الرياضية أمر جيد، ولكن لا بد من استشارة الطبيب، لأن أي جهد مفاجئ أو
شديد على العظم يمكن أن يؤدي إلى كسره.
مع تقدم الناس في السن وزيادة ضعف عظامهم، يجب الحرص على عدم تعرضهم للسقوط، فهذا
أمر شديد الأهمية لتجنب أي إصابات يمكن أن تصيب المريض بالضعف.
على مرضى هشاشة العظام أو تخلخل العظام الامتناع عن حمل الأجسام الثقيلة أو جرّها
أو دفعها.
وعليهم أن يحذروا التعثر، وأن يحذروا السقوط عند السير على أي
سطح زَلِق.
يجب أن يحرص مرضى هشاشة العظام أو تخلخل العظام على جودة الإضاءة في بيوتهم، وأن
يلتزموا الهدوء والحرص في تنقلاتهم، ولاسيما في الليل.
كما يمكن أن يستفيد
المريض بهشاشة العظام أو تخلخل العظام من استخدام عصا تساعده على المشي في الأماكن
التي لم يعتد المشي فيها.
...
ردحذف🌹
حذف