الملاريا Malaria
إنّ الملاريا هي مرضٌ خطيرٌ تسبّبُه الحشراتُ المتطفلة، وتقومُ حشرةُ البعوض بنشرِه. والملاريا هي سببٌ رئيسيٌ لموتِ البشرِ عبرَ العالم. يُشكّلُ هذا المرضُ مشكلةً كبيرة في العالمِ النامي الذي يكونُ الطقسُ فيه حاراً، وإذا سافرَ أحدُنا إلى تلك الدولِ فإنّه يعرّضُ نفسَه لخطر الملاريا.
هناك أربعةُ أنواع مختلفة من الملاريا التي تسببُها أربعةُ أنواع مختلفة من
الطفيليات، والنوعُ الأكثرُ سفكاً هو النوعُ المنتشرُ في أفريقيا، جنوبَ الصحراء
الكبرى.
إن الملاريا هي
واحدة من أكثر الأمراض الطُفَيْلية انتشاراً في العالم. إذ تُسجَّل خمسمئة مليون إصابة جديدة في كل سنة
تقريباً في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يؤدي إلى موت أكثر من مليون إنسان.
إن الملاريا هي
أحد الأسباب الرئيسية لموت الإنسان، وهي تهدد حياة أكثر من ثلث سكان العالم. تنتشر
الملاريا في المناطق المدارية في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية والوسطى. إن معظم
الوفيات التي تُعزى للملاريا تحدث بين الرضع والأطفال.
لقد تخلَّصت المناطق ذات المناخ المعتدل مثل الولايات المتحدة من الملاريا. ولكنها
لا تزال تصيب مئات الأشخاص.
إن معظم حالات الملاريا المسجلة في الولايات المتحدة حدثت نتيجة اكتساب العدوى في
مناطق بعيدة عن الولايات المتحدة، ما وراء البحار، حيث يستمر انتشار الملاريا.
تسمى البلدان التي لا تزال الملاريا فيها منتشرة: المناطق التي تتوطَّن فيها
الملاريا.
إن خطر الإصابات
السنوية آخذ بالتزايد، خاصة
وأن طُفَيْلِيّ الملاريا قد أصبح مقاوماً للأدوية المستخدمة في المعالجة.
تضمُّ أعراضُ الملاريا، القشعريرةَ وأعراضاً مشابهةً لأعراض الأنفلونزا والحمّى
والإقياء والإسهال واليرقان.
قد يشكلُّ المرضُ خطراً على حياةِ المصاب، لكن يُمكن علاجُ الملاريا بواسطة تناول
الأدوية، حيث يعتمدُ نوعُ الدواء المطلوب على نوعِ الملاريا ومكانَ الإصابة
بالمرض.
يُمكنُ الوقايةُ من الملاريا وعند السفر إلى البلدان المعرّضة لمرض الملاريا يجب:
استشارة الطبيب من أجل اصطحاب الأدوية التي تحمي المرء من الملاريا
• ارتداء طارد للبعوض مع DEET
• تغطية الجسم جيداً
• النوم تحت
شبكة واقية من البعوض
الأسباب:
تحدث الملاريا بسبب الإصابة بطُفَيلي
يتألف من خلية واحدة وينتمي إلى مجموعة من الطُفَيْليات تُدعى المُتّصَوِّرات. إن
الطُفَيْليات كائنات لا تستطيع الحياة بالإعتماد على نفسها. ولا بُدَّ لها من
الاعتماد على كائنات أخرى كي تعيش وتتكاثر.
يوجد أكثر من مئة نوع من المُتَصَوِّرات، وهي تسبب الملاريا عند أنواع كثيرة من
الحيوانات والطيور، كما تسببها عند البشر أيضاً. حيث يُصاب البشر بأربعة أنواع من
المُتَصَوِّرات هي المُتَصَوِّرات المنجلية والمُتَصَوِّرات النشيطة ومُتَصَوِّرات
الملاريا والمُتَصَوِّرات البيضاوية.
تنتقل مُتَصَوِّراتُ الملاريا البشرية من شخصٍ إلى آخر بواسطة بعوضة الملاريا
المصابة.
تبدأ إصابة الإنسان بلسعة من أنثى بعوضة الملاريا المصابة بالملاريا. فعندما تقوم
البعوضة الأنثى بامتصاص دم الإنسان لتغذية بيوضها، فإنها تقوم بنفس الوقت بحقن
لعابها الذي يحوي الطُفَيْلي في دم الإنسان.
تختبئ الطُفَيْليات بسرعة من الجهاز المناعي، بدخولها داخل خلايا الكبد، حيث
تتكاثر ألف مرة، مسببة انفجار هذه الخلايا وإطلاق الطُفَيْليات في تيار الدم.
تقوم الطُفَيْليات بعد ذلك بغزو خلايا الدم الحمراء، وتحصل على الطاقة اللازمة
لنشاطها عن طريق استهلاك الهيموغلوبين، وهو المركب المسؤول عن نقل الأكسجين في
الدم، والذي يوجد داخل خلايا الدم الحمراء، ثم تتكاثر الطُفَيْليات داخل خلايا
الدم الحمراء، لتسبب انفجارها، فينطلق منها المزيد من الطُفَيْليات إلى الدم
لتهاجم خلايا دم حمراء أخرى من جديد، وهكذا تستمر هذه الدورة، حتى يتمكن الجهاز
المناعي أو الأدوية من وقف العدوى، أو حتى يموت المريض.
فإذا كان دم أحد الناس يتضمن طفيليات الملاريا تجول فيه، فقد تقوم أنثى بعوضة
الملاريا بامتصاص الدم من هذا الشخص المصاب وهي تلسعه، فتصبح البعوضة مصابة
بالعدوى بالطفيليات، وتقوم بنشر العدوى عن طريق لدغ أشخاص آخرين.
تنتقل الملاريا أحياناً عن طريق:
· نقل
الدم من أشخاص مصابين بالعدوى
· التشارك
في استعمال إبر الحقن الوريدي لحقن المخدرات
إن المرأة
الحامل المصابة يمكن أن تنقل العدوى إلى جنينها
نادراً ما يؤدي نقل الدم إلى نقل العدوى بالملاريا، ويجب على المواطنين أن لا
يتبرعوا بدمهم قبل انقضاء فترة معينة على عودتهم من البلدان الموبوءة بالملاريا.
الأعراض:
تظهر الأعراض عندما تنفجر خلايا الدم
الحمراء لدى المصاب، وذلك بعد تعرضه للسعة البعوضة بعشرة أيام إلى ستة عشر يوماً.
تشبه أعراض الملاريا تلك التي تحدث في الإنفلونزا وهي تمر بثلاث مراحل:
1.
القشعريرة
2.
الحمى
3.
التعرق
قد يعاني
المريض من القشعريرة مع صداع وغثيان وإقياء.
ترتفع حرارة المريض خلال ساعة إلى ساعتين من بدء القشعريرة ويصبح الجلد حاراً
وجافاً، وعندما تنخفض حرارة الجسم يبدأ التعرق الغزير، ويشعر المريض بالتعب
والضعف، وغالباً ما يستغرق في النوم.
قد يشعر المريض بالتحسن بعد مرحلة التعرق، وبعد يومين إلى ثلاثة أيام تحدث نوبة
جديدة. تحدث النوبة عندما ينفجر المزيد من خلايا الدم الحمراء.
التشخيص:
يشتبه الأطباء
بإصابة شخص ما
بالملاريا إذا كان قد سافر مؤخراً إلى المناطق المدارية، أو خضع لعملية نقل دم ويشكو من أعراض
تشبه أعراض الإنفلونزا
يقوم الطبيب أو مقدِّم الرعاية الصحية بأخذ لطاخة دموية من وخزة لإصبع المريض، ثم
يفحصها تحت
المجهر، يتم تأكيد التشخيص
إذا وُجدت طُفَيْليات الملاريا
في هذه اللطاخة.
العلاج
كلما تم اكتشاف الملاريا مبكراً كلما كانت فرصة نجاح
المعالجة أكبر. ولهذا قد ينصح الطبيب، إذا اشتبه بالملاريا، ببدء المعالجة قبل تأكيد التشخيص.
تعتمد المعالجة التي يوصي بها الأطباء
على نوع
طُفَيْليات الملاريا التي في دم
المريض، وعلى المكان الذي تعرض
فيه للعدوى.
إن الكلوروكين يمثل العنصر الرئيسي في معالجة الملاريا، ولكن بعض طُفَيْليات الملاريا قد
أصبحت مقاومة لهذا الدواء. وقد يكون من الضروري اللجوء إلى مشاركة دوائية مع دواء آخر في هذه
الحالة.
قد تدعو الحاجة إلى استخدام معالجة إضافية للتخلص من الطُفَيْليات المختبئة في الكبد عند الإصابة
ببعض أصناف الملاريا.
كما أن المرضى
يستخدمون الكمادات ويتناولون الأسبرين لتخفيف الحرارة والتخلص من الصداع.
يقوم الأطباء خلال
مرحلة المعالجة بمراقبة المريض عن كثب لاكتشاف أية مضاعفات محتملة، مثل فقر الدم أو الفشل الكلوي
أو اضطراب توازن السوائل، أو
تضرر الدماغ.
قد يحتاج المتعافون من المرض
عدة أسابيع حتى يستعيدوا عافيتهم بشكل كامل.
الوقاية
يجب على كل شخص ينوي السفر إلى منطقة
موبوءة بالملاريا أن يتحدث مع الطبيب عن سبل الوقاية، وذلك قبل السفر. كما أن كل
شخص أمضى ليلة واحدة على الأقل في بلد ما تنتشر فيه الملاريا قد يكون قد تعرض لخطر
العدوى.
إليكم بعض النصائح التي تساعد على الحماية من الملاريا عند السفر إلى بلدان موبوءة
بالملاريا
1.
ارتداء ثياب وسراويل ذات أكمام طويلة لحماية الذراعَين
والساقَين.
2.
النوم تحت الناموسية
3.
استعمال المواد المُنفِّرة للبعوض
4.
البقاء داخل المنزل قبل غروب الشمس وطوال الليل وحتى الصباح.
لأن البعوضة تسعى إلى غذائها في هذا الوقت!
كما أن على المسافرين إلى مناطق موبوءة بالملاريا حماية أنفسهم عن طريق تناول
الأدوية المضادة للملاريا. قد يكون من الضروري تناول هذه الأدوية لمدة عدة أسابيع
أثناء الإقامة في هذه المناطق وبعد مغادرتها.
إذا ظهرت الحمى أو أي من أعراض الملاريا الأخرى، سواء أثناء استعمال الدواء أو بعد
ذلك، ينبغي التماس الرعاية الطبية العاجلة
الخلاصة
إن الملاريا
مرض واسع
الانتشار. وهو قد يؤدي إلى الموت
إذا لم يُعالج. يموت مليون شخص
تقريباً في كل عام بسبب الملاريا.
إن أدوية الملاريا متوفرة لحسن الحظ. يجب البدء بتناول الدواء فور ظهور الأعراض،
وهي القشعريرة
والحمى، والتعرق بعد
ذلك.
يمكن الوقاية من الإصابة بالملاريا عند السفر إلى مناطق موبوءة بها. ويجب اتخاذ
الإجراءات الكفيلة بتجنب التعرض للسع البعوض. إن مضادات الملاريا مفيدة في الوقاية
من المرض أيضاً.
يجب استشارة الطبيب قبل
السفر إلى البلدان التي تقع في المناطق المدارية.
تعليقات
إرسال تعليق
رأيك يهمنا
اكتب تعليق على الموضوع لدعمنا