المتابعون

البُهاقُ Vitiligo

 البُهاقُ Vitiligo 


يؤدِّي إلى ظهور بُقَع بيضاء على الجلد. ومن الممكن أن يصيب البُهاق أيضاً العينين والفم والأنف. يحدث البُهاقُ عندما تتلف الخلايا التي تمنح الجلد لونه. لا يعرف أحدٌ سبب تلف هذه الخلايا.

ويكون البُهاقُ أكثرَ شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية، كما يمكن أن يكون متوارثاً في بعض العائلات. ويبدأ ظهورُ البُهاق قبل بلوغ الأربعين عاماً من العمر عادةً.

تكون البُقَع البيضاء أكثر شيوعاً في الأماكن الأكثر تعرضاً لأشعة الشمس. وفي بعض الحالات، فإن هذه البُقَع تنتشر. ومن الممكن أيضاً أن يؤدي البُهاق إلى شيب الشعر في وقتٍ مبكر. ومن الممكن أيضاً أن يفقد الأشخاص ذوو البشرة القاتمة لون الجلد في داخل الفم أيضاً.

إن استخدام واقيات الشمس يفيد في حماية الجلد. كما أنَّ مستحضرات التجميل يمكن أن تكون ناجحةً في إخفاء البُقَع البيضاء. وتشتمل معالجاتُ البُهاق على الأدوية، والمعالجة الضوئية، والجراحة. ليس هنالك معالجةٌ واحدةٌ لجميع المرضى. ويكون لكثيرٍ من المعالجات آثارٌ جانبيةٌ أيضاً. و يمكن أن تستغرق بعض المعالجات زمناً طويلاً. كما أنَّ بعضَها لا يكون ناجحاً.

 

الجلد ولونه:

الجلدُ هو الغلاف الخارجي للجسم. وهو يحمي الجسمَ من الحرارة وأشعة الشمس ومن الإصابات والعدوى. كما أنَّ الجلدَ يساعد على تنظيم حرارة الجسم وتخزين الماء والشحوم، إضافةً إلى إنتاج فيتامين د.

يتألَّف الجلدُ من طبقتين رئيسيَّتين: البَشَرَة، وهي الطبقة الخارجية؛ والأَدَمَة، وهي الطبقة الداخلية.

إنَّ الجزء الداخلي من البَشَرَة يحتوي على الخلايا الميلانينيَّة، وهي الخلايا اللونية. إنَّ الخلايا الميلانينيَّة خلايا صباغيّة. وهي تنتج مادة الميلانين، أي الصباغ الذي يعطي الجلدَ لونَه الطبيعي. كما يساهم الميلانين أيضاً في إعطاء اللون للشعر والعينين.

عندما يتعرَّض الجلد لأشعَّة الشمس، تقوم الخلايا الميلانينيَّة بإنتاج المزيد من المادة الصباغية. وهذا ما يؤدِّي إلى اسمرار الجلد، أو إلى زيادة قتامة لونه. يقوم الميلانين بزيادة قتامة لون الجلد لحمايته من الشمس.

ومن غير توفُّرِ كمِّيةٍ كافية من الميلانين، فإن الجلد لا يستطيع حماية نفسه. وهذا ما يؤدي إلى الإصابة بالحروق الشمسية. يتحدَّد لونُ الجلد بكمية الميلانين التي تنتجها الخلايا الميلانينيَّة. وتكون هذه الخلايا الميلانينية لدى أصحاب البشرة الداكنة قادرةً على إنتاج كمية كبيرة من الميلانين. وأمَّا أصحابُ البشرة الفاتحة فإن الخلايا الميلانينيَّة لديهم تنتج كمية أقل من الميلانين.

 

الأعراض:

من الممكن أن يبدأَ البُهاقُ في أيِّ عمر. لكن الأعراضَ تظهر عادةً بين سن العاشرة وسن الثلاثين. إن البُقَع البيضاء على الجلد هي العلامةُ الرئيسية التي تدلُّ على الإصابة بالبُهاق. وتكون هذه البُقَع أكثر شيوعاً في المناطق التي تتعرَّض لأشعة الشمس. تكون البُقَع البيضاء شائعة على اليدين والقدمين والذراعين والوجه والشفتين. ومن المناطق الشائعة الأخرى التي تظهر فيها:

·    حول الفم.

·    العينان.

·    منطقة الأعضاء التناسلية.

·    السُّرَّة.

·    الأنف.

·    منطقة الشَّرج.

·    تحت الإبطين وفي منطقة العانة.

من الممكن أن يصبحَ لونُ الجلد المصاب خفيفاً أو أبيض اللون تماماً. وفي بعض الحالات، يمكن أن يشعر الشخص المصاب بالبُهاق بشيءٍ من الوخز أو الألم في هذه المناطق. لا تنتشر بُقَعُ البُهاق لدى بعض المرضى. وأما لدى البعض الآخر، فإن هذه البُقَع تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وفي بعض الأحيان، يحدث ذلك على نحوٍ بطيء. لكن من الممكن أن يكون الانتشار سريعاً في حالاتٍ أخرى. وغالباً ما يظهر البُهاقُ ضمن أنماطٍ محددة، من بينها:

·    مُعمَّم.

·    قِطاعي أو قِطَعي.

·    مُركَّز.

إن الشكل المُعَمَّم من البُهاق هو الشكل الأكثر شيوعاً. ومن الممكن أن يصيب الجسم كله. وغالباً ما يفقد الجلد المصاب والمناطقُ المصابة الأخرى لونَها على نحوٍ متناظِر.

يؤدي البُهاقُ القِطاعي إلى ظهور الأعراض في جهةٍ واحدة فقط من الجسم. يؤدي هذا النمط إلى ظهور الأعراض في عمرٍ مبكِّر عادةً، ثم يتوقَّف تفاقمها سنةً أو سنتين.

يصيب البُهاقُ المُركَّز قسماً أصغر من الجسم. وقد يحدث فقدان اللون في منطقةٍ واحدة أو في مناطق قليلة. وعلى سبيل المثال، فإنَّ الشخص المصاب بالبُهاق المُركَّز يمكن أن تظهرَ لديه بُقَع بيضاء على جلد ساقه اليمنى وقدمه اليمنى فقط. من الممكن أيضاً أن يصابَ مرضى البُهاق بالشيب في وقتٍ مبكر.

وأما ذوو البشرة الداكنة، فمن الممكن أن يلاحظوا فقداناً للون داخل الفم أيضاً. إذا ظهرت لدى الشخص هذه الأعراض، فعليه أن يستشير الطبيب، لأنَّ الطبيبَ وحدَه هو الذي يستطيع أن يعرف ما إذا كانت الأعراض ناتجةً عن البُهاق أو عن سببٍ آخر.


الأسباب:

يحدث البُهاقُ عندما تتلف الخلايا الميلانينيَّة التي تعطي الجلد لونه. ولا يعرف الأطباء سببَ تلف هذه الخلايا. من الممكن أن يكونَ البُهاقُ مرضاً من أمراض المناعة الذاتية. وهذه الأمراض تحدث عندما يقوم جهازُ المناعة في الجسم بمهاجمة بعض أجزاء الجسم نفسه عن طريق الخطأ. وفي حالة البُهاق، فإنَّ جهازَ المناعة يمكن أن يقوم بتخريب الخلايا الميلانينيَّة.

من الممكن أيضاً أن يكونَ البُهاق مرضاً وراثياً، أو جينياً. وهذا ما يعني أنَّ هناك جيناً واحداً أو أكثر يكون مسؤولاً عن جعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالبُهاق.

يعتقد بعضُ الباحثين أنَّ الخلايا الميلانينيَّة تقوم بتدمير نفسها أحياناً.

ويعتقد باحثون آخرون أنَّ من الممكن أن يؤدي حدثٌ بعينه، كحرق الشمس أو كالشدة النفسية مثلاً، إلى حدوث البُهاق. لكن لا يوجد حتى الآن ما يثبت مسؤوليةَ هذه الأحداث عن الإصابة بالبُهاق. ولا تزال هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الأبحاث.

 

التشخيص:

يقوم الطبيبُ بالتشخيص استناداً إلى التاريخ الطبي للمريض، وإلى الفحص الجسدي، بالإضافة إلى معرفة الأعراض ونتائج الفحوصات.

وقد تكون هناك حاجةٌ إلى استبعاد بعض المشاكل الطبية الأخرى من أجل التوصُّل إلى تشخيص البُهاق. قد يطرح الطبيبُ أيضاً أسئلةً عن التاريخ الطبي للأسرة.

من الممكن أن يؤدي وجود شخص مصاب بالبُهاق في الأسرة، أو بأي مرضٍ آخر من أمراض المناعة الذاتية، إلى زيادة احتمال إصابة الشخص بالبُهاق.

يُجري الطبيبُ فحصاً جسدياً من أجل فحص الجلد المصاب. ومن الممكن أن يكونَ هذا الفحصُ الجسدي مفيداً في استبعاد المشاكل الطبية الأخرى المسؤولة عن ظهور البُقَع البيضاء على الجلد.

هناك اختباراتٌ طبِّية معينة يمكن أن تكون ضروريةً من أجل تشخيص البُهاق. وقد شتمل هذه الاختبارات:

·    الفحص العيني.

·    اختبارات الدم.

من الممكن أيضاً أن تكونَ الخزعة مفيدةً في تشخيص البُهاق. والخزعة هي أخذ عيِّنة من الجلد المصاب لفحصها. تؤخذ العيِّنة للفحص تحت المجهر من أجل البحث عن أيِّ شذوذ فيها

  

المعالجة:

ليس البُهاقُ مرضاً خطيراً على الصحة. لكن المعالجة تساعد على جعل الجلد يبدو أفضل شكلاً في بعض الحالات. هناك خيارات معالجة كثيرة مختلفة لمعالجة البُهاق. ويعتمد اختيارُ أسلوب المعالجة على ما يلي:

·    عدد البُقَع البيضاء.

·    مدى إنتشار البُقَع البيضاء.

·    ما يفضِّله المريض نفسه.

بعض أساليب المعالجة لا تصح لجميع المرضى. هناك الكثير من معالجاتٌ البهاق التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج جانبية غير مرغوبة. ومن الممكن أيضاً أن تستغرقَ المعالجة زمناً طويلاً، كما يمكن أن الا تنجح أحياناً.

تشتمل خيارات المعالجة المتوفِّرة حالياً على المعالجات الطبية، والمعالجات الجراحية، والمعالجات الأخرى. ويكون هدفُ معظم المعالجات هو اعادة لون البُقَع البيضاء على الجلد إلى اللون الطبيعي.

قد تكون الأدويةُ مفيدةً لبعض الأشخاص المصابين بالبُهاق. ومن الممكن تناول الأدوية عن طريق الفم أو عن طريق وضعها كمرهم على الجلد مباشرةً. وعلى سبيل المثال، فإنَّ الكريمات أو المراهم الستيرويدية قد تكون مفيدةً في إعادة لون البُقَع البيضاء إلى اللون الطبيعي في المراحل المبكِّرة للمرض.

قد يجري استخدامُ أدوية خاصَّة بالترافق مع استخدام الأشعة فوق البنفسجية من أجل معالجة البُهاق. وهناك دواءٌ اسمه بسورالين يُستخدم في حالة المعالجة الضوئية الكيميائية. وهو دواءٌ يتفاعل مع الأشعَّة فوق البنفسجية من النوع أ، ويؤدِّي إلى إعطاء الجلد لوناً داكناً بعض الشيء. يتوفَّر دواءُ بسورالين على شكل أقراص وعلى شكل كريم أو رُهَيم موضعي يمكن تطبيقُه على الجلد. وبعد استخدام الدواء، يجري تعريض البُقَع البيضاء إلى ضوء الشمس أو إلى أشعَّةٍ فوق بنفسجية صادرة عن مصباحٍ خاص.

هناك معالجاتٌ ضوئية أخرى شبيهة بدواء البسورالين تستخدم لمعالجة البُهاق أيضاً. وتستخدم هذه المعالجاتُ الأشعَّةَ فوق البنفسجية من النوع ب بدلاً من الأشعَّة البنفسجية من النوع أ. بالنسبة للأشخاص الذين ينتشر لديهم البُهاق على مساحةٍ تتجاوز نصف مساحة الجلد كله،

يمكن أن تكونَ إزالةُ الصباغ أحد الخيارات العلاجية الممكنة. وتشتمل إزالة الصباغ على استخدام دواء يوضع على الجلد الطبيعي، يعمل هذا الدواء على تخفيف لون الجلد غير المصاب بحيث يصبح متناسباً مع لون المناطق التي فقدت لونَها وصارت بيضاء.

من الممكن أيضاً استخدامُ المعالجة الجراحية لدى بعض مرضى البُهاق؛ فبالنسبة للأشخاص الذين تظهر لديهم بُقَع بهاق صغيرة على جلدهم، يمكن استخدامُ زرعات أو طعوم جلدية مأخوذة من مناطق سليمة من جلد المريض نفسه. وبعدَ ذلك يجري وضعُ هذه الزرعات على المناطق المصابة من الجلد.

يمكن استخدامُ الوشم على البُقَع البيضاء الصغيرة، وذلك باستخدام أدوات خاصَّة من أجل إعادة اللون الطبيعي إلى الجلد. لكن من الصعب على الطبيب أن يحاكي لونَ الجلد الأصلي.

هناك أيضاً معالجاتٌ كثيرة تركِّز على كيفية التأقلم مع البُهاق. وعلى سبيل المثال، فإنَّ من الواجب تقليل التعرُّض لأشعة الشمس بالنسبة للأشخاص المصابين بالبُهاق، لأنَّ الجلدَ الذي فقد لونه يحترق بسهولة بفعل أشعة الشمس. يجب إستخدام واقيات الشمس التي تحمي الجلد من الأشعة فوق البنفسجية من النوعين أ و ب لحماية الجلد من الضرر.

من الممكن أن تكونَ مستحضراتُ التجميل مفيدةً في تخفيف مظهر البُقَع البيضاء على الجلد. ومن الأمثلة على ذلك استخدامُ المواد الصباغية ومواد التجميل ومنتجات تسمير البشرة.

هناك أشخاصٌ كثيرون مصابون بالبُهاق يمكن أن يستفيدوا من الاستشارة الطبية أو من حضور مجموعات الدعم. وهذه الخياراتُ قد توفِّر مساعدةً لهؤلاء الأشخاص في التأقلم مع انفعالاتهم الناتجة عن الإصابة بالبُهاق. يجب استشارةُ الطبيب لتحديد نوع المعالجة المناسب للمريض. كما يستطيع الطبيبُ مساعدةَ المريض على معرفة الآثار الجانبية المحددة الناتجة عن كل نوع من أنواع المعالجة.

 

 

تعليقات

الأرشيف

عرض المزيد

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فوائد زيت اللوز الحلو

حبُّ الشباب (العُدّ) Acne Vulgaris

الشَّقيقَةُ Migraine أسبابها وأعراضها وعلاجها

فوائد زيت حبة البركة Black Seed Oil

ألمُ العَصَب الوَركي (عرق النِّسا ) Sciatica

أكثر أمراض الشتاء انتشارا" (الزكام Cold)

التهاب الزّائِدة appendicitis

الصَّدفيّة Psoriasis