داءُ السَّيَلان Gonorrhea
هو مَرضٌ مَنقول جنسيّاً قابل للشّفاء. وهو ثاني أكثر الأمراض الجرثوميّة المنقولَة جِنسيّاً شيوعاً بعدَ عدوى المُتدثِّرَة بحسب ما تفيدُ التّقارير. يُصابُ مَلايين النّاس بداء السَّيَلان كلّ سَنة. وأعلى مُعدّلات داء السَّيَلان هي بين المُراهقين والشَّباب الذين يمارسون الجِنسي خارج العلاقة الشرعية.
تُعدي الجَراثيم التي تتسبّب بداء السّيَلان
السّبيلَ التّناسليّ أو الفم أو الشّرج. ولا يتسبّب داءُ السّيلان بأعراض دائماً،
لاسيّما عند النّساء.
يمكن أن يتسبّب داءُ السّيلان عندَ
الرّجال بألم عند التّبوّل و بمفرزات من القَضيب. وقد يتسبّب في حال تَركه دون
عِلاج بالتهاب البَربخ، ما قد يُؤثّر في الخصيتين، وقد يؤدّي للعقم. قد يَتسبّب
داء السّيلان عند النّساء بنزف بين الدّورات وألم عند التّبوّل و مفرزات من
المَهبِل. وقد يؤدّي في حالِ تَركه دون عِلاج للدّاء الالتهابيّ الحَوضيّ، والذي
قد يتسبّب بمشاكل في الحَمل وعُقم.
قد يمرّ داء السَّيَلان من الأم إلى
الطّفل في أثناء الحَمل. يُمكن شِفاء داء السّيلان بالمُضادّات الحيويّة التي
يَصفها مُقدِّم الرّعاية الصّحيّة. يُقلّل الاستخدام الصحيح للعَوازل الذّكرية
المَصنوعة من اللاتكس خطورةَ التِقاط داء السّيلان أو انتشاره، لكنَّه لا ينهيه.
الجهاز التناسلي:
يَستعرضُ هذا القِسمُ الجهازين
التّناسليّين عندَ الذّكر والأنثى. كما يُساعد على تَكوين فَهمٍ أفضل عن الطريقة
التي يُعدي داء السَّيَلان بها الجسم.
تشتمل الأعضاء التّناسليّة الذّكريّة ما يلي:
· الخُصيتان.
· الجهاز
القَنويّ، والذي يتَألّف من البَربَخ والأسهَر.
· القَضيب.
تتوضّع الأعضاء التّناسليّة الذّكريّة
في داخل الحَوض وخارجه. الخُصيتان هما غُدّتان لهما شكل البيضة تقعان في كيس طريٍّ
اسمُه الصَّفَن. للخصيتين وظيفتان رئيسيّتان:
· إنتاج
النّطاف، وهي الخلايا التّناسليّة الذّكريّة.
· إنتاج
هرمونات، بما فيها التستوستيرون.
يُشكّل البَربَخ والأسهَر الجهازَ
القَنويّ. وهما يتوضَّعان بجانب الخُصيتين، وداخل الصَّفَن.
تَصنِّع الغدد الجنسية المني. الحُويصلتان المنويّتان هما زوجٌ من الغُدد يُساعدان
على صُنع المَني، وهُما تتوضَّعان قُرب البروستاتة. والبروستاتة هي غُدّة تُفرز
المني أيضاً. الإحليلُ هو قَناةٌ تحملُ المَني لخارج الجسم عبرَ القَضيب. وهو جزءٌ
أيضاً من الجهاز البوليِّ، لأنّه يحمل البولَ من المَثانة إلى خارج الجسم.
يتألَّفُ القضيب من جُزئين: جسم
القضيب والحَشَفَة. يُطلَقُ على الجُزء الرّئيسيّ من القَضيب اسمَ الجَدل (جسم
القضيب). ويطلق على رأس القضيب اسم الحَشَفة، أو الرّأس. يوجد فتحَة عند نِهايَة
الحَشَفة، حيث يخرج المَني والبول من الجسم عبرَ تلك الفتحَة بعدَ المرور
بالإحليل.
تشتملُ الأعضاء التّناسُليّة الأنثويّة على ما
يلي:
· المَبيضان.
· البوقان.
· الرَّحِم.
· عُنقُ
الرَّحِم.
· المَهبِل.
تتوضّعُ
الأعضاء التّناسليّة الأنثويّة في الحوض، بينَ المَثانة والمُستقيم. عندما يُطلق
مبيضُ بيضةً، تنزل البيضة إلى الرّحم عبر البوق. وقد تتلقّح في طريقها بواسطة
حيوانٍ مَنويّ (نطفة). إذا حَملت المرأَة يبقى الجَنين في الرَّحِم حتى الوِلادة.
يُطلَقُ على الطّبقة الدّاخليّة للرّحم اسم بِطانَة الرَّحم. وتنمو تلكَ البِطانَة
وتتثخَّن في كلّ شهر تحضيراً للحَمل. وإذا لم تَحمل المرأة، فإنّ بِطانَة الرَّحم
تخرج من الجسم، ويُسمَّى ذلك بالدّورة الطّمثيّة. عُنق الرّحم هو الجزء الضيّق
السُفليّ من الرَّحم، وهو الممرّ إلى المَهبِل. ينفتحُ المَهبل إلى خارج الجِسم
بين الإحليل، وهو فتحة المثانة، والشّرج.
الأعراض:
يمكن لعددٍ صَغيرٍ من المَرضى الذين
يُصابونَ بعَدوى الجَراثيم المُسبّبة لداء السَّيَلان أن يَبقوا عدَّةَ أشهُر دون
أن يُظهروا أعراضاً. تكونُ الأعراضُ الباكِرة لداء السَّيَلان عندَ النساء خَفيفةً
غالباً. تظهرُ الأعراضُ عادةً في غُضون 2-10 أيّام بعدَ المُخالطة الجّنسيّة مع
زوج أو شريكٍ مُصابٍ بالعَدوى. قد تَشتمل الأعراض الباكرة عند وجودها عند النّساء
على:
· نَزفٌ
مُرافق للجماع المَهبِليّ.
· ألمٌ
أو احساس بحرقة عند التّبوّل.
· مفرزات
أو نَجيجٌ مَهبِليّ أصفَر أو مُدمّى.
وتتضمَّن الأعراض الأكثر شدَّة عند
النّساء مَغصاً وألماً، أو نزفاً بين الدّورات الطّمثيّة، أو قيئاً، أو حُمَّى.
يكونُ عندَ الرّجال أعراضٌ أكثر ممّا عندَ النّساء. وتتضمّن الأعراض عندَ الرّجال
ما يلي:
· قيحٌ
أبيَض أو أصفر أو أخضَر من القَضيب مع ألم.
· الاحساس
بحرقة في أثناء التَّبَوُّل، قد يكون شَديداً.
· تورّم
أو ألم في الخصيتين.
كما قد يتسبّب داء السَّيَلان بعدوى
مُستقيميّة عند كلٍّ من النّساء والرّجال، فهو يمكن أن ينتقل عبرَ اللواط. وتشتمل
أعراضُ العدوى المُستقيميّة على:
· حَكَّة
شَرجيّة.
· دم
أحمر فاقع في البراز.
· مفرزات
شاذَّة.
· تبرّز
مُؤلم.
تظهرُ الأعراضُ
غالباً في غُضون 2-5 أيام بعدَ الإصابة بالعَدوى، لكن يمكن أن تتأخّر حتَّى 30
يوماً.
الأسباب:
يحدثُ داء السَّيَلان بِسببِ جَراثيم.
تَنمو الجراثيمُ في المناطق الدّافئة والرّطِبة. تستطيعُ الجراثيم المُسبّبة لداءِ
السَّيَلان أن تنمو في:
· الشّرج.
· العينين.
· الفم.
· السبيل
التَّناسليّ، مثل عُنق الرَّحم والرَّحم والبوقين عندَ النساء.
· الحلق.
· الإحليل،
وهو الأنبوب الذي يغادرُ البولُ مِنهُ الجسم.
يُصاب الشخصُ بداء السَّيَلان بسبب
المُخالطة الجِنسيّة مع شخصٍ مُصابٍ بالعَدوى. تشتمل المُخالطةُ الجّنسيّة على
ممارسة الجنس الفمويّ و اللواط والجماع المَهبليّ، لأنَّ الجراثيم التي تُسبّب داء
السَّيَلان تُحمَلُ في المني والسّوائل المَهبِليّة.
التشخيص:
يقوم مُقدِّم الرّعاية الصحيّة، إذا
كان عندَ المريض أعراض داء السَّيَلان، بإجراء فَحص جسدي، ويراجع تاريخه الطبيّ؛
كما يَسأله عن نشاطاته الجنسيّة خلال آخر عدّة أشهر. ومن المُهمّ أن يكون المريض
صادقاً.
إذا اشتبه مُقدّم الرّعاية الصّحيّة أنّ داء
السَّيَلان هو سببُ الأعراض، فسوف يطلب فُحوصاً. قد تشتملُ الفُحوصُ على أخذِ
عيّنة من الدّم أو البول. وتُفحصُ العيّنةُ بحثاً عن الجراثيم التي تُسبّب داء
السَّيَلان. يُفضِّل الكثير من مُقدّمي الرّعاية الصّحيّة اللجوء لأكثر من فَحصٍ
لزيادة فُرص الوصول إلى تشخيصٍ دقيق.
اختبار الزّرعُ هو فحصٌ آخر. وهو
يتضمّن وضعُ عَيّنة من المفرزات الصّادرة عن القَضيب أو المَهبِل أو الحلق على
صَفيحة الزَّرع. تُعطي الزّروع الجراثيم وقتاً للنموّ في العيّنات المجموعة لمعرفة
ما إذا كانت الجراثيم موجودة. يَستفيدُ بعضُ مقدّمي الرّعاية الصّحيّة من مَسحات
بوليّة أو من عُنق الرَّحِم لإجراء اختبار يُحدّدُ جينات الجراثيم. وتلك الفحوص
أكثر دقّة من زرع الجَراثيم.
العلاج:
المُضادّات الحيويّة هي أدوية لعلاج
العدوى الجُرثوميّة، غيرَ أنّ عِلاج داء السَّيَلان بالمُضادّات الحيويّة صار أكثر
صُعوبة بسبب وجود سلالات لداء السَّيَلان مُقاومة للأدوية بشكلٍ متزايد في أنحاء
العالم.
يجب عدم معالجةُ المريض بأنواع
مُعيَّنة من المُضادات الحيويّة إذا كان عمر المريض أقلّ من 18 سنة أو إذا كانت
المرأةَ حاملاً .
ويستطيع مُقدّم الرعاية الصّحيّة أن يَصف أفضلَ
المضادَّات الحيويَّة وأكثرها أماناً للمريض. يعدي داء السَّيَلان والمُتدثّرة
الشّخص في نفس الوقت غالباً. لذلك، يَصف مُقدّم الرّعاية الصّحيّة توليفةً من
المُضادّات الحيويّة تُعالج كلا المرضين عادةً. إذا كان المريضُ مُصاباً بداء
السَّيَلان، يجب فحص جميع شُركائه الجنسيين، ثمّ علاجهم في حالِ إصابتهم بالعدوى،
سواءٌ أكان عندهم أعراضٌ أم لا. كما يوصي الخبراءُ الصحيُّون بعدم مُمارسة المريض
للجنس حتى مُعالجة القرين المُصاب بالعَدوى.
المضاعفات:
قد تحدثُ الكثير من المُضاعفات إن تُرك داء السَّيَلان دون عِلاج.
يمكنُ في حالات داء السَّيَلان غير المُعالجة أن تنتشرَ الجراثيم إلى السّبيل التّناسليّ. كما يمكن أن تنتشرَ في
أحوال أكثرَ نُدرة إلى مَجرى الدّم، وأن تُعدي المَفاصِل أو صمامات القلب أو الدّماغ. وقد يؤدّي ذلك إلى التهاب
المَفاصل والتهاب الشّغاف والتهاب السّحايا.
النّتيجة الأكثَر شُيوعاً لداء السَّيَلان غير
المُعالج عند النّساء هي الدّاء الالتهابيّ الحوضيّ. يظهرُ الدّاءُ الالتهابيّ
الحوضيّ الحاصِل بِسبب داء السّيلان حالاً بعدَ الدّورة الطّمثيّة في غالب
الأحيَان. يتسبّب الداء الالتهابيّ الحوضيّ بتشكّل
نسيجٍ نُدبيّ في البوقين (الرحميين). قد لا تَقدر البيضَة المُلقَّحَة، إذا
تَندَّب البوق جُزئيّاً، على عبوره لتصلَ الرّحم. إذا
حدث ذلك، قد تنغرسُ المُضغة في البوق، ممَّا يتسبّب بحدوث حملٍ مُنتَبَذ (خارجَ
الرحم). تتسبّب هذه المُضاعفة الخَطيرة بالإجهاض، ويُمكن أن تَتسبّب بموت الأم إن
لم تُعالج فوراً.
يتسبّبُ داء السَّيَلان عندَ الرّجال بالتهاب
البَربَخ، وهو حالة مؤلمة تُصيب الخصيتين، وقد تؤدّي
للعُقم إن لم تُعالج. كما أنَّ داء السَّيَلان يصيب غُدّة البروستاتة، وقد يتسبّب
بتندّب في القناة البوليّة. تزداد خُطورة الإصابة بِعَدوى فيروس
العَوَز المَناعيّ البَشريّ في حال الإصابة بعدوى داء السَّيَلان. لذلك من المهمّ
جداً للشخص إمّا أن يقي نَفسه من الإصابة بداء السَّيَلان، أو أن يُعالجَ باكراً
في حال العدوى به فعلاً.
إن كانت الحاملُ مُصابةً بداء السَّيَلان، فيمكن أن تصيبَ
طفلها بالعَدوى خلال مروره بِقناة الوِلادَة خلال
المَخاض. يَستطيع مُقدِّمُ الرّعاية الصّحيّة أن يقي عيني
الرّضيع من الإصابة بالعَدوى بواسطة تطبيق نترات
الفِضّة أو دواء آخر على عينيه بعد
الولادة مُباشرة. يُوصي الخبراءُ الصّحيّون بسبب مَخاطر داء السَّيَلان على الأم
والطّفل بأن تُجري الحوامل فَحصاً واحداً على الأقل، للتَّحرّي عن داء السَّيَلان
خلال العناية السّابقة للولادة.
الوقاية:
أفضلُ وسيلة لتجنّب الإصابة بمرضٍ منقولٍ جنسيّاً هي
بالامتناع عن المُخالطة الجنسيّة غير الشرعية. وهذا يَعني عدم مُمارسة الجِنس أو
المُخالطة الجنسية، مثل الجنس الفموي أو الشَّرجيّ، على
الإطلاق. وتتمثّل طريقةٌ أخرى لتجنّبها على المدى الطويل في إقامة علاقة شرعية بين الزوجين فقط، مع
استبعاد إصابة أحد الزّوجين بالعدوى لسببٍ أو لآخر. كما
يمكنُ تَقليل فُرص الإصابة بداء السَّيَلان أو مرض آخر
مَنقول جِنسيّاً باستخدام العَوازل الذّكريّة المَصنوعة من اللاتكس
عندَ الاشتباه؛ ولكن، هذا لا يُفيد إلا إذا اُستُخدِمَت العوازل الذّكَريّة بشكلٍ
صَحيح.
تعليقات
إرسال تعليق
رأيك يهمنا
اكتب تعليق على الموضوع لدعمنا