داء الكوليرا Cholera أسبابه وعلاجه
هي عدوى بكتيرية، تُسبِّب الإسهال. وتوجد بكتيريا أو جراثيم الكوليرا عادةً في المياه المُلوَّثة أو الأغذية المُلوَّثة بفعل البراز أو الغائط.
الكوليرا حالةٌ نادرة في البلدان
المتقدِّمة. لكن من الممكن أن يلتقطها الإنسان في بعض أجزاء العالم، حيث لا تكون
معالجة المياه كافية، وحيث تسود شروطٌ صحيةٌ سيِّئة، أو حيث تنعدم معالجة مياه
الصرف الصحي.
كما يمكن أيضاً أن تحدث جائحات
الكوليرا بعد الكوارث الطبيعية. لكنَّ انتقال المرض عن طريق العدوى من شخصٍ لآخر
أمرٌ مستبعد.
تكون العدوى خفيفةً أو من غير أعراض عادةً. لكنَّها يمكن أن تكون شديدةً في بعض الحالات. وتشتمل الأعراض الحادة على إسهالٍ مائي غزير، وتقيُّؤ، وتقلُّصات في الساقين.
وفي بعض الحالات الشديدة جداً،
يمكن أن تؤدي سرعة فقدان سوائل الجسم إلى الإصابة بالتجفاف والصدمة. ومن غير
معالجة، فإنَّ المريضَ يمكن أن يموت في غضون ساعاتٍ فقط.
يقوم الأطباءُ بتشخيص إصابة لكوليرا
من خلال أخذ عَيّنة من البراز أو مَسحة شرجية. وتشتمل المعالجةُ على تعويض السوائل
والأملاح، إضافةً إلى استخدام المضادات الحيوية أحياناً. إن على كل من يشتبه في
أنَّه قد أصيب بالكوليرا أن يطلب رعايةً طبيةً فورية، لأنَّ التجفاف يمكن أن يكون
سريعاً، ممَّا يجعل سرعة تعويض السوائل أمراً أساسياً.
وتدعى البكتيريا التي تُسبِّب مرض الكوليرا باسم ضمَّة الكوليرا V. cholerae. وتُصيب هذه البكتيريا أمعاء الإنسان. تقوم البكتيريا بإنتاج سُمّ قوي في الأمعاء الدقيقة. ويُدعى هذا السُّمّ باسم (CTX) (سمّ الكوليرا).
يعدُّ سُمُّ الكوليرا هو المسؤول عن الآثار القاتلة لمرض الكوليرا.
يَعلَق سُمُّ الكوليرا (CTX)
على جدران الأمعاء، فيجعلها تفرز كمياتٍ ضخمة من الماء. وهذا ما يؤدي إلى الإسهال وإلى فقدانٍ
سريع للسوائل والأملاح.
في كل سنة، يبلغ عدد حالات العدوى التي تحدث في مختلف أنحاء العالم
من ثلاثة إلى خمسة ملايين حالة، إضافةً إلى أكثر من مائة ألف وفاة بسبب هذا المرض.
ويكون القسم الأكبر من هذه الحالات في البلدان النامية، لكنَّ معظمها يكون خفيفاً.
الأعراض:
من الممكن أن تكون الكوليرا مرضاً
شديد الخطورة يؤدي إلى قتل المريض خلال ساعاتٍ فقط. ويُصيب هذا المرض الأطفال
والكبار على حدٍّ سواء. ومن الممكن أن تكون عدوى الكوليرا خفيفةً من غير أعراضٍ
أيضاً.
لا تظهر الأعراض على نحو ثلاثة أرباع
الأشخاص الذين يصابون ببكتيريا الكوليرا. وتظل البكتيريا موجودةً في براز المريض
من أسبوعٍ إلى أسبوعين بعد العدوى. وهي قادرةٌ على نقل العدوى إلى الأشخاص الآخرين
خلال هذه الفترة. لا تظهر الأعراض إلاَّ على ربع المصابين فقط.
وغالباً ما تكون معظم الأعراض التي
تظهر فعلاً من النوع الخفيف أو المعتدل. لكن الأعراض الحادة، كالإسهال مثلاً، يمكن
أن تظهر عند نحو خُمْس الحالات التي تظهر أعراضها. وهذا ما قد يؤدي إلى التجفاف.
وقد يؤدي التجفاف إلى الموت إذا لم يحصل المريض على المعالجة سريعاً.
قد تشتمل أعراض الكوليرا الشديدة على
ما يلي:
· جفاف
الأغشية المخاطية.
· عدم
عودة الجلد إلى شكله الطبيعي بعد الضغط عليه أو قرصه (بسبب التجفاف).
· انخفاض
ضغط الدم.
· تشنُّج
عضلي.
· تسرُّع
ضربات القلب.
· تقلُّب
المزاج وعدم الاستقرار.
· العَطَش.
· التقيُّؤ.
الأسباب:
يمكن أن توجد بكتيريا الكوليرا في المياه المُلوَّثة. كما أنَّ القواقع النَّيئة والفاكهة والخضار يمكن أن تحمل هذه البكتيريا أيضاً. توجد بكتيريا الكوليرا في المحيط. وهي تكون موجودةً في القواقع وغيرها من الحيوانات البحرية.
ترتحل هذه البكتيريا مع مضيفها. وهذا هو أحد مصادر
انتشارها في أنحاء العالم.
يُعدُّ الإسهالُ العَرَضَ الرئيسي
للكوليرا. ويحتوي البراز في هذه الحالة على كميات كبيرة من بكتيريا الكوليرا. ومن
الممكن أن يصل البراز الملوث إلى المياه أو الأطعمة فتنتقل العدوى إلى الآخرين.
وتكون البكتيريا قادرةً على إصابة الآخرين بالعدوى في حالة ابتلاعها مع الماء أو الطعام. لا يُصاب بالمرض كل من يلتقط بكتيريا الكوليرا. لكنَّه يكون قادراً على نقله إلى الآخرين عن طريق الغائط.
لابدَّ من وجود أكثر من مليون من بكتيريا الكوليرا حتى يُصاب الإنسان بالعدوى.
ويكون الاتصال العَرَضَي مع شخصٍ مريض أمراً غير كافٍ لانتقال العدوى عادةً.
والمقصودُ بالاتصال العَرَضَي هو المصافحة مثلاً.
إن المصادر الأربعة الرئيسية لعدوى
الكوليرا هي:
1.
المياه الراكدة، كمياه الآبار والبرك مثلاً.
2.
الأطعمة البحرية النَّيئة أو غير المطبوخة جيِّداً.
3.
الخضار والفاكهة النَّيئة غير المُقشَّرة.
4.
الحبوب.
تستطيع
البكتيريا أن تعيشَ في الماء وقتاً طويلاً. وغالباً ما تكون الآبار ذات الاستخدام
العام من مصادر جائحات الكوليرا الكبيرة. من الممكن أن تحتوي الحبوب على بكتيريا
الكوليرا إذا جرى ريُّها بمياهٍ ملوَّثة. وقد تظل البكتيريا موجودةً حتى في الحبوب
المطبوخة. وهي قادرةٌ على التكاثر بعد ذلك إذا تُركت في درجة حرارة الغرفة عدَّةَ
ساعات.
التشخيص:
يبدأ الطبيبُ الفحصَ بأن يسأل المريض عن تاريخه الطبي. كما يسأله عن الأطعمة التي تناولها، وعما إذا كان قد سافر في الآونة الأخيرة. إن هذا يساعد الطبيب في معرفة ما إذا كان الشخص معرضاً لخطر الصابة بعدوى الكوليرا.
يطرح الطبيبُ أسئلةً عن صحة المريض ونظامه
الغذائي وأسفاره السابقة. كما يُجري فحصاً جسدياً للمريض. يتم التأكُّد من عدوى الكوليرا من خلال عَيّنة من البراز أو مَسْحَة
شرجية. يجري فحص
العَيّنات في المختبر لمعرفة إن كانت تحوي بكتيريا الكوليرا.
المعالجة:
إن معظم الأشخاص
المصابين ببكتيريا الكوليرا
لا تظهر عليهم أي أعراض. كما تظهر على بعض المرضى أعراضٌ متوسطة أو خفيفة. لكنَّ
قسماً ضئيلاً من الأشخاص الذين يصابون بالبكتيريا يكونون في حاجةٍ إلى معالجةٍ في
مرفقٍ صحيّ. ويتعين على المريض الذي يعاني أعراضاً شديدةً أن يتلقى معالجةً طبيةً
سريعة.
إن الإسهال
يجعل الإنسان يفقد كميات كبيرة من السوائل والأملاح. وهذا ما يمكن أن يكون خطيراً
بحيث يستلزم معالجةً سريعة. إن السوائل التي يتناولها المريض عن طريق الفم تستطيع تعويض الأملاح
والسوائل المفقودة.
إذا أصيب طفلٌ بالإسهال، فعلى الأهل أو الأشخاص الذين
يعتنون به أن يستشيروا الطبيب سريعاً. إن الإسهال أمرٌ خطيرٌ جداً لدى الأطفال
الصغار. ومن الممكن أن يؤدِّي إلى تجفافٍ شديد خلال يومٍ أو اثنين. وقد يموت الطفل بسبب الإسهال في
يومٍ واحد في حالات الكوليرا الشديدة، يمكن إعطاءُ السوائل عن طريق قثطار وريدي.
وهذا يعني إدخال السوائل مباشرةً إلى وريد
المريض. ويتم هذا الإجراء في أحد المرافق الصحية.
غالباً ما يجري إعطاء المريض مضادات حيوية من أجل معالجة العدوى البكتيرية. وتستطيع هذه المضاداتُ تقليلَ فترة المرض. يجب الحرص على تناول المضادات الحيوية وفقاً لتعليمات الطبيب، لأنَّ العدوى يمكن أن تتفاقم إذا ما تم التوقف عن تناول الأدوية في وقتٍ مبكِّر.
الزنك
أحد المعادن. وقد يكون مفيداً للأطفال المصابين بالكوليرا. من الممكن استشارة
الطبيب لمعرفة المزيد عما إذا كانت هذه المعالجة مناسبةً للطفل.
الوقاية:
الكوليرا نادرةٌ جداً في البلدان
المتقدمة. لكنَّ خطرَ العدوى بالكوليرا يزداد لدى الأشخاص الذين يسافرون إلى أماكن
ينتشر فيها هذا المرض.
من الممكن اتخاذ الخطوات التالية
للوقاية من العدوى:
·
تجنب شرب واستخدام المياه غير الملوَّثة.
· الاقتصار
على استخدام المياه والمشروبات المُعلبة أو المُعبَّأة في زجاجات.
· استخدام
المياه النظيفة من أجل تنظيف الأسنان.
· استخدام
أدوات مطبخ نظيفة.
· تعقيم
أماكن إعداد الأطعمة بالصابون والمياه النظيفة.
ويجب غسل اليدين بالصابون والماء
النظيف:
· بعد
العناية بشخصٍ مصابٍ بالإسهال.
· بعد
تنظيف مؤخِّرة الطفل.
· بعد
استخدام الحمَّام.
· قبل
الطعام أو قبل إعداد الطعام.
· قبل
إطعام الطفل.
في حال عدم توفُّر الصابون، يمكن فرك
اليدين بالرماد أو بالرمل. وبعد ذلك تُغسل اليدان بالماء النظيف. كما
يمكن أيضاً استخدام جِيل تنظيف اليدين ذي الأساس الكحولي إذا لم يتوفر الماء أو
الصابون.
. استخدام المرحاض أو دفن البراز وعدم التبرُّز في أي حوض مائي
· يجب
استخدام المرحاض أو نظام الصرف الصحي للتخلُّص من البراز.
· يجب
غسل اليدين بالماء والصابون بعد التبرُّز.
· استخدام
محلول يحوي الصود بنسبة عشرة بالمائة من أجل تنظيف السطوح.
طبخ الطعام جيداً من أجل تقليل خطر
العدوى:
· يجب
تجنُّب الأطعمة النيِّئة. كما يجب تناول الأطعمة الساخنة.
· يجب
طبخ القواقع والكائنات البحرية طبخاً جيداً حتى تصل الحرارة إلى جميع أجزائها.
· يجب
تجنب الفاكهة والخضار النيِّئة إلا إذا كانت مغسولةً جيداً، وإذا قام المرء
بتقشيرها بنفسه.
يجب الحرصُ على استحمام الكبار
والأطفال وغسل الحفائظ والملابس بعيداً تماماً عن مياه الشرب.
شكراً عالمعلومات بالتوفيق دكتور
ردحذف🌹🌹العفو
ردحذف👍👍
ردحذف👍👍
حذف