انفلونزا الخنازير H1N1
أنفلونزا "إتش ون إن ون" ، وكانت تدعى أيضاً أنفلونزا الخنازير، هي مرض تنفسي يصيب الخنازير وقد بدأ الآن ينتقل إلى البشر.
يكون الفيروس مُعدياً بحيث يمكن أن ينتقل من إنسان إلى آخر. وتكون
أعراض انفلونزا الخنازير عند البشر مشابهة
لأعراض الانفلونزا العادية. ومن هذه الأعراض: الحُمّى والسُّعال والتهاب البلعوم وآلام الجسم
والصُّداع والقشعريرة والإعياء.
هناك أدوية مضادة للفيروسات يُمكن أن يتناولها الإنسان لمنع حدوث الإصابة أو لعلاج
أنفلونزا الخنازير. كما يتوفر لقاح
للوقاية من هذا المرض.
إن الإنسان قادر على منع انتشار الجراثيم والفيروسات التي تسبب أمراض
الجهاز التنفّسي، ومنها الأنفلونزا، وذلك من خلال:
• تغطية الأنف والفم بمنديل عند السعال أو العُطاس.
كما يجب رميّ المنديل في القمامة بعد
استعماله.
• غسل الأيدي المتكرر بالماء والصابون،
وخصوصاً بعد السعال أو العطاس، كما يمكن استعمال منظفات كحولية للأيدي.
• تجنّب لمس العينين أو الأنف أو الفم لأن الجراثيم
تنتقل بهذه الطريقة.
• محاولة تجنب الاتصال مع الأشخاص
المُصابين.
• ملازمة المنزل وعدم الذهاب إلى العمل أو
المدرسة إذا كان المرء مريضاً.
لا يصاب الناس عادةً بفيروسات أنفلونزا الخنازير، مع أن العدوى يمكن أن تحدث عند البشر. ومنذ
أواخر آذار / مارس 2009، نقلت التقارير أخبار وقوع إصابات بالعدوى البشرية بفيروس
أنفلونزا “إتش ون إن ون” في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أماكن أخرى من العالم.
ما هي الفيروسات:
تتألف الفيروسات
من قشرة خارجية
تحمي المادة الوراثية المحفوظة داخلها. ولكي يتكاثر الفيروس لا بد له من دخول
الخلية الحية بعد
لصق نفسه على سطحها. فالفيروسات تميل إلى إصابة خلايا محددة في حيوانات معينة.
فمثلاً، هناك فيروسات لا تهاجم سوى الخلايا البشرية وهناك فيروسات أخرى تهاجم
خلايا الطيور فقط.
ما أن يدخل الفيروس إلى الخلية حتى تختلط مادته الوراثية بالمادة الوراثية للخلية
المصابة وينسخ الفيروس نفسه مئات المرات، أو آلاف المرات.
تؤدي مئات الفيروسات الناتجة من نسخ الفيروسات إلى قتل
الخلية المضيفة، ثم تندفع النسخ الفيروسية خارج الخلية لتصيب الكثير من الخلايا
الجديدة. وتتكرر هذه السلسلة من العمليات حتى تسبب مرضاً شديداً لدى لشخص المصاب،
إلا إذا تمكن جهازه المناعي من تدمير الفيروس.
حين ينسخ الفيروس نفسه، فإن مادته الوراثية يمكن أن تشهد
تغيرات تسمى "طفرات". ويمكن أيضاً أن يتبادل الفيروس المادة الوراثية مع
الخلية المصابة مما يمكن أن يسبب تغييراً في سطح الفيروس. وهذا التغيير أو الطفرة قد
يجعل الفيروس قادراً على مهاجمة الخلايا الحية لدى أنواع حيوانية أخرى مثل الخنازير والبشر. إن
الفيروس الذي يصيبه تعديل بفعل الطفرة يولد ذرية مختلفة.
هناك 3 أنماط من فيروسات الأنفلونزا، (إيه) و(بي) و(سي). والنمطان (بي) و(سي) فلا
يوجدان عادةً إلا عند البشر فقط. أما النمط (إيه) فيمكن أن يوجد عند الإنسان وعند
الحيوان مثل الطيور والخنازير والخيول والحيتان والفقمات.
العدوى:
تنتشر فيروسات الأنفلونزا بشكل طبيعي بين الخنازير، وهذه الأنفلونزا شديدة العدوى بين الخنازير،
ويمكنها أن تسبب مرضاً شديداً لبعض الخنازير
التي تربى في المزارع.
من غير المألوف أن يلتقط البشر العدوى بفيروسات أنفلونزا الخنازير، ولكن هذا يحدث
أحياناً. وهو غالباً يحدث مع الناس الذين يكونون على احتكاك مع الخنازير المصابة بالإنفلونزا.
وقد نقلت التقارير في الماضي، حالات انتقال
فيروسات أنفلونزا الخنازير من شخص
إلى آخر، ولكن هذه الحالات كانت محدودة جداً.
إن العدوى التي حدثت مؤخراً كانت ناجمة عن ذرية جديدة (أو نمط جديد) من فيروس أنفلونزا الخنازير ينتمي إلى النمط
إيه والنمط الفرعي "أتش ون إن ون". ولهذا السبب تسمى هذه الحالة
"أنفلونزا أتش ون إن ون". ويبدو أن هذه الذرية الجديدة ستبقى واحدة من الفيروسات التي ستتنقل
بانتظام بين المرضى
في السنوات المقبلة.
تنتقل فيروسات الأنفلونزا بشكل رئيسي
من شخص إلى آخر حين يسعل الشخص المصاب أو حين يعطس. وأحياناً تنتقل العدوى إلى شخص
سليم إذا لمس شيئاً ملوثاً
بالفيروس ثم لمس فمه أو أنفه.
لا يؤدي أكل
اللحم المطبوخ إلى الإصابة بفيروس أنفلونزا "إتش ون إن ون".
يمكن للشخص المصاب أن يعدي الآخرين قبل
يوم واحد من ظهور الأعراض لديه، وتستمر إمكانية العدوى حتى مرور 7 أيام على ظهور
الأعراض. ويمكن أن يكون الأطفال، ولاسيما الصغار منهم، مصدر عدوى لفترة أطول من الزمن.
الأعراض:
إن الأعراض الأكثر شيوعاً في أنفلونزا
“إتش ون إن ون” شبيهة بأعراض الأنفلونزا البشرية، وهي تتضمن:
· الحمى
· السعال
· ألم
الحلق
· آلام
جسدية
· رعدة
· تعب
لقد نقلت التقارير الطبية حالات من أنفلونزا “إتش ون إن ون” تترافق بإسهال وقياء.
من الممكن ملاحظة تدهور الحالة الصحية لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة
مثل الربو أو السكري أو فشل القلب الاحتقاني.
الأعراض التي توجب الإسعاف:
وعند ظهور أعراض شديدة على المريض،
يمكن للطبيب أن يجري اختبارات للتأكد في ما إذا كانت هذه الأعراض ناجمة عن
الأنفلونزا. وعلى الإنسان أن يعرف متى يحتاج هو أو طفله إلى طلب العناية الطبية.
فإذا ظهرت لدى المريض أعراض تشبه
أعراض الأنفلونزا، فعليه أن يراقب هذه الأعراض. وأعراض الأنفلونزا هي الحمى
والآلام الجسدية وسيلان الأنف وألم الحلق والغثيان والإقياء والإسهال.
ويغلب أن تكون أعراض الأنفلونزا
خفيفة، ولا تستدعي الذهاب إلى عيادة الطبيب من أجل التقييم الطبي. وحين تكون
الأعراض خفيفة، فإن من المهم أن يكثر المصاب من شرب السوائل ومن الراحة ومن
العناية بنظافة اليدين. ولكن على المريض أن يطلب المساعدة الطبية إذا ظهرت لديه أو
لدى طفله أي من "علامات الإنذار الإسعافية". وفيما يلي بعض هذه العلامات
التي تستدعي عناية طبية إسعافية:
علامات الإنذار الإسعافية عند الأطفال هي:
· تسرع
التنفس أو ضيق التنفس
· لون
الجلد الضارب إلى الزرقة
· عدم
شرب ما يكفي من السوائل
· حرارة
عالية أو حرارة تستمر زمناً طويلاً
كما يجب طلب العناية الطبية المباشرة إذا لاحظت تغيرات على الحالة الذهنية للطفل،
مثل:
· عدم
الاستيقاظ
· عدم
التفاعل
· الهياج
الشديد لدى الطفل وانزعاجه من الإمساك به
عند البالغين، فإن من علامات الإنذار الإسعافية التي تحتاج إلى عناية طبية فورية
هي:
· ضيق
التنفس أو عدم كفاية التنفس
· الشعور
بالألم أو الضغط في الصدر أو البطن
· دوخة
مفاجئة
· فقد
الوعي أو الاقتراب من فقد الوعي
· التشوش
· القيء
الشديد أو المستمر
· حرارة
عالية أو حرارة تستمر زمناً طويلاً
فإذا ظهر لدى الإنسان أو لدى أحد
أطفاله أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا ثم تحسنت صحته ولكن الأعراض عادت إلى الظهور
مع حمى وسعال أشد، فعليه أن يطلب العناية الطبية بأسرع ما يمكن.
وينبغي على المريض عند وصوله إلى
المركز الطبي أن يخبر موظف الاستقبال أو الممرضة عن أعراضه. وعندها قد يطلب من
المريض ارتداء قناع والمكوث في غرفة منعزلة لحماية الآخرين من العدوى.
العلاج:
تعتمد المعالجة المناسبة لكل مريض على شدة مرضه، وقد يقوم
الطبيب باستشارة اختصاصي
بالأمراض التي تنتقل بالعدوى لتحديد أفضل سبل العلاج .
بعض الأدوية المضادة للفيروسات، والتي تصرف بوصفة طبية
لمكافحة الأنفلونزا، يمكن لها أن تعالج العدوى بأنفلونزا الخنازير.
والأدوية المضادة للفيروسات هي أدوية لا تصرف إلا بوصفة
طبية، ويمكن أن تعالج الأنفلونزا من خلال
منع تكاثر الفيروسات في الجسم.
وتكون هذه الأدوية على شكل
أقراص أو شراب
أو مستحضرات للاستنشاق.
يوصى حالياً بإعطاء الأدوية المضادة للفيروسات فقط للمرضى
الذين يعانون حالة
معتدلة أو شديدة من الإصابة بأنفلونزا الخنازير. لكن معظم الناس المصابين يشفون
دون استخدام الأدوية المضادة للفيروسات.
يجب أن تؤخذ الأدوية المضادة للفيروسات في غضون 48 ساعة من ظهور الأعراض.
إذ يمكن أن تخفف هذه الأدوية من الأعراض، ولكنها قد لا تزيل تلك الأعراض كلها.
إن الراحة
وخافضات الحرارة
وشرب كميات كبيرة من الماء
تعتبر كلها من العلاجات الأخرى التي تفيد في حالة أنفلونزا الخنازير.
إذا حدثت المضاعفات وساءت حالة المريض، فقد يكون من
الضروري أن يدخل المستشفى. فقد يعطى المريض داخل المستشفى الأكسجين أو يوضع على جهاز التنفس الاصطناعي.
وينبغي تأمين
الراحة في السرير للأطفال أو المراهقين المصابين بالأنفلونزا، وشرب كميات كبيرة من
السوائل. ويجب أن لا تحوي الأدوية التي يتناولها الأطفال والمراهقين لتخفيف أعراض المرض لديهم مادة الأسبرين. إذ
ينبغي أن لا يعطى الأسبرين أبداً للأطفال أو المراهقين الذين تظهر لديهم أعراض
الأنفلونزا، ولاسيما الحرارة، دون استشارة الطبيب. إن إعطاء الأسبرين للأطفال
والمراهقين المصابين بالأنفلونزا يمكن أن يسبب لديهم مرضاً نادراً، لكنه خطير،
يدعى متلازمة
راي.
الوقاية:
تم تطوير لقاح للحماية من فيروس
أنفلونزا الخنازير. وأصبح هذا اللقاح أحد مكونات لقاح الإنفلونزا الموسمي، بحيث
يمكن الوقاية من الأنفلونزا هذا العام بأخذ حقنة واحدة. وينبغي أن يسأل الإنسان
طبيبه عن مدى قدرة اللقاح على تحقيق الوقاية من فيروس أنفلونزا الخنازير.
لقد تبين أن لقاحات الأنفلونزا آمنة
بصورة عامة للنساء الحوامل. ويجب حث الأمهات الحوامل على تلقي اللقاح المضاد
للأنفلونزا.
وتقدم النصائح التالية المساعدة للناس
للوقاية من الإصابة بفيروسات الأنفلونزا.
يمكن للإنسان أيضاً أن يستخدم المستحضرات الكحولية التي تباع في الصيدليات دون
وصفة طبية، وهذه المستحضرات مفيدة أيضاً في الوقاية من الأنفلونزا.
ينبغي على الإنسان أن يستر فمه وأنفه بمرفقه أو بكمه أو بمنديل ورقي حين يسعل أو
يعطس، وأن يحرص على رمي المنديل بعد استخدامه، وأن يغسل يديه بعد العطاس أو
السعال.
وينبغي على الإنسان أن يتجنب مخالطة
المصابين بالأنفلونزا مخالطة لصيقة، مع تجنب أن يلمس عينيه أو فمه أو أنفه بيده.
فالجراثيم تنتقل بهذه الطريقة.
وينبغي على الإنسان أن يبذل كل ما في وسعه للمحافظة على صحته العامة بحالة جيدة،
بأن ينام جيداً، وأن يكون نشيطاً، وأن يشرب الكثير من السوائل، وأن يكون طعامه
مغذياً، وأن يتجنب القلق وأن يعرف كيفية تدبير حالات الشدة النفسية التي قد تصيبه.
وينبغي على من يصاب بالأنفلونزا أن
يتقيد بالنصائح التالية كي لا ينقل المرض إلى الآخرين:
· البقاء
في البيت وتجنب مخالطة الآخرين
· ستر
الأنف والفم بمنديل ورقي حين العطاس أو السعال والتخلص من المنديل بعد ذلك في سلة
مهملات. أما إذا لم يتوفر المنديل فعلى الإنسان أن يستر أنفه وفمه بالجزء العلوي
من كمه.
· غسل
اليدين بعد كل سعال أو عطاس. كما يمكن غسل اليدين بالمنظفات الكحوليةً.
تعليقات
إرسال تعليق
رأيك يهمنا
اكتب تعليق على الموضوع لدعمنا